سر عدم طرد حارس أستون فيلا رغم حصوله على إنذارين بربع نهائي دوري المؤتمر الأوروبي
في حدث نادر من نوعه، حصل الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز حارس مرمى أستون فيلا الإنجليزي على بطاقتين صفراوين، في مواجهة فريقه أمام ليل الفرنسي في إياب ربع نهائي دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم، لكنه رغم ذلك لم يُطرد بعد البطاقة الثانية، فكيف حدث ذلك؟.
حصل الحارس الأرجنتيني على الإنذارالأول في الدقيقة الـ39 من عمر اللقاء، بسبب تعمد إهدار الوقت، أما الإنذار الثاني، فحصل عليه أثناء لعب ركلات الترجيح، بعد أن انتهى مجموع لقاءي الذهاب والإياب بنتيجة 3-3.
حاول إيميليانو -كعادته- تشتيت انتباه منفذ الركلة الأولى لليل، فبدلا من الوقوف بمرماه مباشرة عقب تسديد فريقه لركلته، ذهب إيميليانو للإمساك بالكرة ورميها بعيدا عن اللاعب المنفّذ، ليشهر الحكم البطاقة الثانية في وجهة، لكنه رغم ذلك لم يطرده، وسط ذهول الجماهير الحاضرة، قبل أن يتصدّى إيميليانو للركلة الأولى بالفعل.
ماذا يخبرنا قانون كرة القدم؟
ما فعله مارتينيز مع نبيل بن طالب هو نفس الأمر الذي فعله مع أوريلين تشواميني في نهائي مونديال قطر 2022، وفي المرتين حصل مارتينيز على البطاقة الصفراء، وفي المرتين أيضا كان له ما أراد حيث نجح في استفزازهم ليضيعوا ركلة الترجيح في النهاية، لكن لماذا لم يُطرد مارتينيز هذه المرة بعد البطاقة الثانية؟.
ما حدث مع مارتينيز هو حالة نادرة في كرة القدم، فمارتينيز لم يتحصّل على البطاقة الثانية في الوقت الأصلي أو الإضافي من اللقاء، بل في ركلات الترجيح، ووفقا لما تنص عليه مواد قانون كرة القدم الصادر عن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب) فإن البطاقات الصفراء على اللاعبين والمدربين أثناء الوقت الأصلي لا يتم ترحيلها إلى ركلات الترجيح.
عدم طرد مارتينيز كان خبرا سعيدا لأستون فيلا بالطبع، فالأرجنتيني تصدى لركلتين ترجيحيتين بعدها من نبيل بن طالب وأندري بنيامين، ليرسل فريقه بذلك للدور نصف النهائي من دوري المؤتمر، والذي سيغيب مارتينيز عن ذهابه بسبب تراكم البطاقات.
مارتينيز ينتقم من صافرات الاستهجان
منذ الدقيقة الأولى من عمر اللقاء لم يتوقف الجمهور عن إطلاق صافرات الاستهجان على الأرجنتيني مع كل لمس للكرة، فالجمهور الفرنسي يحمل مشاعر سيئة تجاهه بسبب تصرفاته الغريبة والمستفزة ضد فريقه في نهائي مونديال قطر أمام الديوك.
لم تقتصر تصرفات الأرجنتيني على استفزازه للاعبي فرنسا بركلات الترجيح، بل امتدت لغرفة ملابس المنتخب الأرجنتيني التي طلب فيها إيميليانو دقيقة صمت على روح مبابي، هذا قبل أن يحتفل في حافلة الفريق -بعد عودة البعثة إلى الأرجنتين- برفع دمية أطفال عليها وجه نجم باريس سان جيرمان.
مارتينيز حصل على انتقامه من تلك الصافرات بعد أن أسهمت تصدياته في ركلات الترجيح بتأهل فريقه للدور القادم، حيث أشار لجماهير النادي الفرنسي بإغلاق أفواههم، هذا قبل أن يرقص رقصته الشهيرة بعد تصدّيه للركلة الأخيرة من بنيامين أندري.
في الواقع، مارتينيز ليس الأفضل فيما يتعلق بصد ركلات الجزاء في الوقت الأصلي، فمنذ بداية موسم 2020-2021 في البريمرليغ، كان حارس ويستهام الحالي وأرسنال سابقا لوكاس فابيانسكي هو أكثر الحراس تصديا لركلات الجزاء بواقع 5 من إجمالي 18 ركلة، يليه الإسباني ديخيا بواقع 3 من 12 ركلة، ومن ثم مارتينيز بواقع 3 من 17 ركلة، أما فيما يتعلق بركلات الترجيح، فمارتينيز يتفوق على الجميع.
والدليل على تفوق مارتينيز دوره البارز في فوز فريقه الإنجليزي ومنتخب بلاده بآخر 5 مناسبات وصلت فيها المباريات إلى ركلات الترجيح، حيث تصدى لـ10 ركلات ترجيحية من إجمالي 24 ركلة، بنسبة نجاح استثنائية تصل إلى 42%، وبعد أن حسم الأرجنتيني اللقب الأغلى لمنتخب بلاده بقفازه الذهبي في مونديال قطر، ها هو الآن يسعى لحسم اللقب الأوروبي الأول لفريقه بعد 23 عاما من الانتظار.