منظمات تركية في غازي عنتاب: “الحياة أصبحت لا تطاق بسبب تدفق اللاجئين السوريين”
حذرّت 41 منظمة تركيّة، في بيان لها، من التحولات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي تهدد مدينة غازي عنتاب بسبب تدفق اللاجئين السوريين فيها.
جاء ذلك في إطار اجتماعات نادي غازي عنتاب تحت عنوان “التركيبة السكانية المتغيرة وتأثيراتها في مدينتنا” مع رؤساء الغرف المهنية ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية، بحسب موقع (T24) التركي.
وأوضح البيان، أن تدفق اللاجئين السوريين غيّر التركيبة السكانية للمدينة، وهذا التغيير قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعيّة، وظهور أحياء فقيرة ذات طابع عرقي، إذا استمرت معدلات الولادة الحاليّة السوررين في المنطقة.
مع توقعات بأن يشكل السوريون نصف سكان غازي عنتاب في غضون 20 عاماً إذا استمرت معدلات الولادة الحالية.
كما دعت المنظمات في بيانها، الحكومة التركية بإعادة النظر في سياساتها تجاه اللاجئين السوريين، والعمل على تسهيل عودتهم الطوعية إلى بلادهم.
وأكدت، أنها ستقدم المساعدات للحكومة التركية والمجتمع الدولي، لإيجاد حلول مستدامة لأزمة اللاجئيين السوريين، بما يحفظ كرامة اللاجئيين ومصالح تركيا.
وتابع: “بسبب الظروف التي يعيشها السوريون تحت الحماية المؤقتة، فإن تورطهم في الجرائم والمشاكل الأمنية يصبح أمراً لا مفر منه”.
وحث البيان، الحكومة التركية على التخلي بشكل عاجل عن سياستها الحالية وتنتج سياسات تأخذ بعين الاعتبار حقائق البلاد ومصالح شعبنا، وتؤدي إلى عودة السوريين الذين تحت الحماية المؤقتة.
وأشار البيان إلى أن معدل الولادات المرتفع بين اللاجئين السوريين في تركيا، والذي يصل إلى 5.3 بالمقارنة مع 1.62 للأتراك، يهدد بتغيير التركيبة السكانية في غازي عنتاب بشكل جذري خلال العقدين المقبلين.
وانتقد البيان مشاريع المؤسسات التي تعمل على دمج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي عبر دعم الشركات السورية والتركية التي توظف السوريين على الرغم من أنهم يخضعون للحماية المؤقتة.
وأعربت المنظمات عن قلقها، من مصدر تمويل منظمات المجتمع المدني السورية من المؤسسات والمنظمات الدولية “تستمر المنظمات غير الحكومية السورية في تلقي التمويل من المؤسسات الدولية. نحن نشعر بالقلق إزاء أنشطة بعض المنظمات الأجنبية التي تأتي إلى مدينتنا للمساعدة”.
وادعت المنظمات في بيانها أن معظم السوريين في غازي عنتاب يعيشون على المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية أو المساعدات الحكومية: “فقط 10 بالمئة من السوريين في غازي عنتاب يمكنهم العيش دون مساعدات.
وادعى البيان أن اللاجئين السوريين يمثلون عبئاً على الخدمات العامة والبنية التحتية في المدينة، كما أنهم يتسببون في ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص فرص العمل للسكان المحليين.
وبحسب البيان، فإن اللاجئين السوريين يعيشون في غازي عنتاب دون التخلي عن ثقافتهم وعاداتهم، مما يؤدي إلى صعوبة الاندماج والتكيف مع المجتمع المحلي، ويزيد من التوترات الاجتماعية.
ونقلا عن البيان، فإن السوريين تحت الحماية المؤقتة يستخدمون المستشفيات العامة بمعدل 8 مرات أكثر من المرضى الأتراك. من الشكاوى الشائعة أن السوريين يستخدمون المستشفيات العامة بكثافة، مما يجبر المرضى الأتراك على اللجوء إلى المستشفيات الخاصة.
وأضاف، أن اللاجئين السوريين لا يدعون رسوم الفحص والمشاركة في تكلفة الأدوية، بينما يدفع المواطنون لأتراك هذه الرسوم. هذا يؤدي إلى زيادة استخدام السوريين للنظام الصحي وتكاليفه.
وادعت المنظمات التركية في بيانها أن الجامعات التركية تخصص مقاعد للطلاب السوريين وتوفر لهم تسهيلات في القبول وأثناء فترة الدراسة، وهو ما يشكل مشكلة جديدة للأتراك.
وأوضحت، “لدينا محامون سوريون تخرجوا من كلية الحقوق، وأصبحوا مواطنين في تركيا، وتم قبولهم في نقابة المحامين وافتتحوا مكاتب محاماة، لكنهم لا يتحدثون اللغة التركية”.
وأشار، إلى أنه “يوجد في تركيا أكثر من 1.7 مليون طفل سوري مسجل، يشكل الأطفال دون سن العاشرة النسبة الأكبر منهم (61.7%).
ولا يقتصر الوجود السوري في غازي عنتاب على الأطفال، حيث يوجد أيضاً أكثر من 22 ألف طالب سوري في جامعات المدينة، معظمهم في جامعة غازي عنتاب.