في الذكرى السابعة للثورة: قتلٌ وتهجيرٌ للشعب السوري في الغوطة الشرقية بمباركة دولية
مع دخول عامها الثامن، لم يحسم الجدل بشأن اليوم الحقيقي لانطلاقها، فبينما يعتبر ثوار درعا أنها بدأت يوم 18 مارس/آذار 2011، يرى ناشطون ومعارضون أنها انطلقت يوم 15 من الشهر ذاته حين خرجت مظاهرة في سوق الحميدية بالعاصمة دمشق.
ففي مثل هذا اليوم من عام 2011، انطلقت جحافل الأحرار في شوارع المدن السورية، وصدحت حناجر السوريين مطالبةً بالحرية والكرامة، وجابت شوارع المحافظات من درعا الى دمشق وحمص وحماة وادلب.
وما لبث السوريون أن بدأوا في هذا الحراك لهدم حكم الدكتاتورية والاستبداد والاستغلال، حتى أنزل نظام الأسد آلته العسكرية الى الشوارع، لتقف في وجه كل من طالب بحريته وكرامته، وتبدأ مسلسل الاعتقال والقتل بحق الشعب الأعزال.
لم يثنِ ذلك السوريين الثائرين عن مطالبهم، بل زادهم عزيمةً وإصرارًا على نيل كامل حقوقه من حرية وكرامة وحقه في التعبير عن رأيه.
لم يستطع نظام الأسد بكل ما أوتي من قوة أن ينتزع حب الكرامة والحرية من نفوس السوريين، فاستقطب كل أنظمة الحقد والقتل ليشاركوه في تدمير البلد، وقتل الأطفال وهدم المدن والبلدات، وحين شارف نظام الأسد على الانهيار سارع الديكتاتور الروسي للتدخل وإنقاذ المجرم من السقوط، وبمباركة أممية بذريعة محاربة “الإرهاب”، ليبدأ مسلسل القتل والتشريد بحق الشعب من جديد على يد دولة عظمى “روسيا”.
ومع اتباعهم لأساليب الأرض المحروقة سقطت العديد من المناطق المحررة في أيدي الطغاة مرةً أخرى، رغم استخدام كافة الأسلحة التي تمتلكها إلا أن الشعب الحر الأعزل مازال صامدًا أمام جبروتهم.
وما تزال هذه الحملة الشرسة مستمرة في قتل السوريين وتدمير البلد، فمن حلب الى الرقة ودرعا حتى وصلوا الى الغوطة الشرقية من قتل بكافة أنواع الأسلحة، التقليدية منها والمحرمة دوليًا، وسط صمت دولي ومباركة أممية لأفعال نظام الطاغية بمساندة العدوان الروسي والاطماع التوسعية الإيرانية.
بمزيد من الإصرار على السير في الطريق الذي بدأه الشعب لنيل الحرية والكرامة ورفع الظلم والاستبداد ومقارعة أعتى قوى العالم، يستقبل السوريون الثورة في عامها الثامن.
محمد العباس