حمدو السليمان ما زال يعاركُ الأملَ في غياهب السجون
المعتقلُ حمدو بن عبد الحكيم السليمان، من مواليد مدينة كفرنبل 1987، متزوجٌ ولديه طفلتان، كان يعملُ في مجالِ البناء قبل بداية الثورة.
درس المرحلة الابتدائية في مدارس كفرنبل قبل أن يتَّجه إلى العمل مع أبيه، ومع قيام الثورة في سوريا كان حمدو من أوائل المتظاهرين والمطالبين بحقِّ الحريَّة والكرامة، تمَّ اعتقاله بتاريخ 7\7\2011 من قبل قوات الأسدِ الَّتي انتشرت في شتَّى أنحاء البلاد.
عبد الحكيم سليمان والدُ المعتقل في حديثٍ خاصٍّ لفرش أون لاين:” بينما كنَّا جالسين على شرفةِ المنزل على بعد مئتي مترٍ من حاجز قوات النظام المتمركز في حيِّ البيراس غربي كفرنبل، خرج حمدو إلى إحدى المحلَّات التجارية في الحي فقام عناصرُ الحاجز بتوقيفه وضربه مباشرةٍ بكافَّة أدوات التعذيب، كان المشهد قاسيَّاً عليَّ، رأيتُ ولدي بين أيدي المجرمين دون أن أفعل شيئاً، ذاك المشهدُ كان من أقسى وأعتى لحظات حياتي، وبعد وقتٍ قصيرٍ ذهبوا به إلى الحاجز الرئيسي في المدينة (حاجز البريد) ومن ثمَّ تمَّ تحويله إلى فرع الأمن العسكري في محافظة إدلب، وبعد حجزه في فرع الأمن العسكري تمَّ ترحيله إلى فروع اللَّجنة الأمنيَّة في دمشق، وتحت التعذيب الشديد و(الشبح) لمدَّة 36 ساعة تمَّ إرغامه على توقيعٍ بأنَّه أطلق النار على عناصر الأمن وبأنَّه كان مشاركاً في مجزرة جسر الشغور الَّتي راح ضحيتها عشرات المدنيين”.
لم يرضَ حمدو بأن لا يُشاركُ في صفوف الثورة بعد بطش نظام البعث ضدَّ المدنيين، فخرج مع رفاقه بأغصان الزيتون وأعلام الثورة، ولم يحملُ سلاحاً طوال حياته بل كان سلاحه هو صوته وسط المظاهرات وقلبه المرهف على رفاقه وشعب بلده الَّذين قوبلوا بالعنف والرصاص.
والد حمدو من جديد:” يوجدُ ولدي حاليَّاً في سجن محافظة السويداء المركزي بعد حكم من محكمةٍ ميدانيَّةٍ عسكريَّة الَّذي حكمت عليه بالمؤبد بعد أن حكمَ عليه مسبقاً بالإعدام وتم تخفيض الحكم إلى المؤبد ولا يزال في غياهب السجن إلى الآن”.
لا يزالُ حمدو يكابدُ الحياةَ داخل السجن منتظراً زوال نظام الأسد ومرتزقته كي يعودَ إلى أهله وطفلتيه اللَّتين كبُرنا دون أن يرين أبيهما أو يعرفانه.
حمدو ذاك الرجلُ الكريمُ والغيورُ والطيَّب، عاش كلَّ حياته بنَّاءً مع أبيه ليبني نفسه بنفسه دون مساعدة أحد، وانَّضمَّ للثورةِ دون أن يهاب آلة القمع الأسديَّة ودون أن يخشى على نفسه لأنَّه ذو عقيدةٍ راسخةٍ وضميرٍ حي.
السجنُ لم يطمسَ هويَّة حمدو بل زادته إيماناً بالنصر رغم الحكم المؤبَّد، ولم يثني من عزيمته الَّتي ولدت معه وهي تضاهي القمَّة الشمَّاء.