إدلب.. خوف من المجهول بعد قرار الإدارة الأمريكية تعليقَ برنامج المساعدات الإنسانية
وكأن جميع المشاكل والهموم وانخفاض مستوى المعيشة لغالبية سكان محافظة إدلب لم تكفهم، حتى جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمتعلق بإيقاف برنامج المساعدات الإنسانية والتي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة الشمال الغربي من سوريا والتي تشمل محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية.
برنامج المساعدات الإنسانية المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية والذي يتخصص في دعم العديد من المشاريع ومنها الطبية والتعليمية والإغاثية وغيرها من المشاريع، تلك المشاريع والتي يستفيد منها عدد كبير من أبناء محافظة إدلب حيث يستفيد الأهالي من المشافي المجانية وخدمات التعليم والتي تقدمها تلك المنظمات بشكل مجاني منذ سنوات.
اليوم وبعد قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من سوريا والذي يبدو بأنه قد اتخذ قراراً نهائياً بالانسحاب والذي سيبدأ بتنفيذه ابتداء من شمال غربي سوريا وتحديداً من محافظة إدلب والتي تتواجد فيها عشرات المنظمات تعمل في مجالات مختلفة حيث تتواجد العديد من المشافي والمراكز الصحية والتي ستتضرر بشكل كبير جراء توقيف برنامج المساعدات الإنسانية ناهيك عن الآثار السلبية لقرار توقيف تلك المساعدات والذي ستؤدي إلى حرمان المواطنين في محافظة إدلب من الخدمات الصحية والطبية ولاسيما أن الغالبية من سكان المحافظة يعتمدون على الخدمات التي تقدمها المشافي المجانية لهم وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الحالة الصحية لهم وهو ما سيترتب عليه عواقب قد لا تحمد عقباها ولاسيما في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي لغالبية السكان في المحافظة.
ليس القطاع الطبي الوحيد والذي سيتضرر من قرار الرئيس الأمريكي، قطاع التعليم أيضا سيتضرر جراء القرار، والمشاريع المتعلقة بتمكين المرأة سينالها نصيب من الضرر الأمر الذي سيؤدي إلى ازدياد البطالة لاسيما أن الغالبية العظمى من المشافي والمراكز الصحية والتعليمية ومراكز تمكين المرأة ستغلق أبوابها والذي سينعكس على العاملين في تلك المجالات.
لعل أبرز قطاع سيتضرر من إيقاف برنامج المساعدات هو القطاع الطبي كونه الأهم في المنطقة حيث تتواجد العشرات من المشافي العاملة في المنطقة والتي تقدم خدماتها الطبية مجانا للأهالي كما وتقدم الأدوية والتي قد لا تكون متواجدة في خارج هذه المشافي وإن وجدت فأنها تباع بأسعار لا يستطيع المريض شرائها نظرا لارتفاع أسعارها بشكل كبير.
القطاع الطبي والذي يعتمد عليه سكان محافظة إدلب بشكل كبير نظرا للهجمات الجوية التي تتعرض لها محافظة إدلب من قبل طائرات النظام والعدو الأكبر للشعب السوري (روسيا) بات اليوم مهدداً بتوقيف الخدمات الصحية والطبية.
تتجاهل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل التحذيرات وتضرب بها عرض الحائط، تلك التحذيرات من كارثة إنسانية كبيرة ستعصف بالمنطقة بعد قرار الانسحاب والذي لا ينوي ترامب التراجع عنه، قرار يبدو بأنه يحمل في طياته صفقة جديدة أو مقايضة منطقة بأخرى في ظل الحديث الجدي عن تقاسم النفوذ في سوريا قبيل انتهاء الحرب.
ترامب والذي أطلق سيلا من التغريدات والتصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات يبدو وكأنها متناقضة كل التناقض ففي حين يبدو متعاطفًا مع قضية السوريين ويصف رأس النظام بالحيوان وأحياناً أخرى وفي حملته الانتخابية أطلق سيلا من التغريدات الداعية إلى طرد اللاجئين ومن بينهم السوريون ليكون السوريون هم الضحية فقط جراء كل ما يعصف ببلدهم.
اليوم وبعد قرار الرئيس الأمريكي بإيقاف برنامج المساعدات الإنسانية لمنطقة شمال غرب سوريا، قرار يبدو بأنه سيثير موجة من التساؤلات عن سبب ذلك الانسحاب وربطه بما يدور عن احتمالية قيام دول النفوذ المؤثرة في القضية السورية بأخذ حصتها وتقسيم سوريا، أم أن ترامب قرر الانسحاب من المنطقة تاركاً إياها لنظام الأسد مدعياً انتهاء الدور الأمريكي في المنطقة بعد “القضاء على تنظيم داعش”، فما بين هنا وهناك يبدو بأن من سيدفع ثمن كل ذلك هم الأبرياء في سوريا.
بقلم حمزة العبدالله (كفرنبل، ادلب)