ساهر محمد الأسود.. شهيدُ معتقلات الأسد الإجرامية
ما أن انطلقت شرارة الثورة السورية من الجنوب السوري حتى أضاءت أرجاء الشمال السوري بأكمله، وكانت أول تلك المدن التي انتفضت في وجه نظام الأسد مدينة كفرنبل والتي لقبت بعود الثورة الرنان، تلك المدينة التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها الطامحة للحرية والكرامة وندبت لذلك خيرة شبابها في سبيل ذلك.
“ساهر محمد الأسود” شاب أعزب من مدينة كفرنبل ولد فيها سنة 1992وعاش وترعرع فيها ودرس في مدارسها، حيث درس الابتدائية والاعدادية في مدرسة اليرموك، ثم تابع بعدها ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الصناعية في كفرنبل، وبعد إنهاء دراسته الثانوية انتقل إلى حلب لإكمال دراسته فدرس السنة الأولى في المعهد الصناعي الثاني، وأثناء دراسته السنة الثانية من المعهد، وقيام الثورة السورية مطلع عام 2011 والملاحقات الأمنية والاعتقالات التعسفية لنظام الأسد بحق الشبان والطلاب، عاد ساهر أدراجه إلى مدينته كفرنبل تاركاً دراسته، ليعود إلى عمله السابق في مجال الاعمار وتزيين الأبنية، وفي أثناء عبوره هو ومجموعة من العمال الى لبنان لمزاولة عملهم، تم اعتقالهم على إحدى حواجز قوات الأسد عام 2012هو ومجموعة من الشبان بتهم تعسفية، وبقي مصيرهم مجهولاً لسنوات، حتَّى وصل نبأ استشهاده داخل سجون نظام البعث.
“عبودي محمد الأسود” شقيق الشهيد لفرش أونلاين:” كان أخي “ساهر” طيب القلب يحمل جميع الصفات الحسنة بداخله، لقد كانت صدمة كبيرة عندما تلقينا نبأ اعتقاله وتضاعفت هذه الصدمة أضعافاً مضعفة عندما تلقينا نبأ استشهاده داخل معتقلات الأسد، لأنه كان يعني لي الكثير، لقد ترك دراسته خوفاً من اعتقالات قوات الأسد، وتوجه لجمع لقمة عيشه ولكن لم يعرف أن القدر كان بانتظاره”.
“مدين مازن الحمادي” صديق الشهيد “ساهر” الأسود لفرش أونلاين قال:” ساهر كان من أعز الأصدقاء على قلبي لقد كنا أصدقاء منذ دخولنا المدرسة وجلوسنا على مقاعد الدراسة سوياً، لقد كان شاباً شهماً من أنبل وأطيب الشباب، بالإضافة لطيبة قلبه التي لم تدعه يعرف الحقد أبداً،كان خبر استشهاده خبراً فاجعا”.
“ساهر محمد الأسود” أبت تلك الصفات الرفيعة والحميدة التي تمتع بها، إلا وأن تتوج بشهادة كريمة، لتكون له شهادة عظيمة يفخر بها.