الحلقة الأخيرة : 9/8/2015
خرج من منزله الريفي الفقير الذي يقبع على أطراف القرية الحسناء . قبل أن يفتح باب المنزل الأسود استدار قليلاً ونظر مليَّاً في أعين أبنائه النائمين بلا حدود أو طريقة. عاد وقبَّل جباههم الصغيرة الدافئة ثم مسح على رأس زوجته بكل لطف .
كانت الشمس تناور الأفق وتصارعها لتخرج بكليتها . صعد عمر دراجته النارية التي لطالما أنهكت قواه قبل المسير ثم أخذ طريقه باتجاه عمله والشمس تزداد توهجا والعرق بدأ يرتسم على جبينه باكرا .
وصل إلى نقطة عملة وقد امتلأ همة وعنفوان يداه السمراوتان كأنهما جزع شجرة قديمة عيناه العسليتان تبرقان بكل لطف . أمسك معوله وبدأ بالعمل وحيدا ينتظر رفاقه نظر إلى السماء يبحث عن صوت لطالما أشعره بالخوف اللامتناهي وتلا الصوت انفجار قوي ظنه قريبا جدا بدأت الأفكار تخدش عقله بغضب كان يبعدها وتلتصق به حتى تغلبت عليه وقتلت صبره .
بدأ ينتظر أحدهم حتى قابل الحاج إبراهيم قادماً من القرية أسرع وسأله أين يا حاج ؟ وما الأضرار ووووو؟ – قصفت الطائرات في غربي القرية (الله لا يوفقها) – بدأ الخوف يتكاثر في أعماقه كوحش ضار ثم عاد مسرعا يقصد أطفاله وصل ولكنه متأخرا عندما التقطه أبو أحمد من يده قائلا لم نستطع أن نفعل شيئا حسبنا الله ونعم الوكيل
بدأ يبحث عن أحد أفلاذ كبده فما وجد منهم سوى لا شيء أجهش باكيا صارخا بصوت ما عهده من ذي قبل … هنا كان محمد وهنا قبلت فاطمة من جبينها وبتلك الزاوية نسيت عائشة دميتها !!!!!
تركوك وحيدا يا عمر تركوك تموت لوحدك غدروك وذهبوا لم يخبروك بغيابهم .
خرج وجلس على صخرة صماء ينظر للسماء لا يأبه شمسا ولا يخاف سماء ولكن الحزن قد أعلن انتصاره عليه …….!!!!!!
فؤاد الحميدي أبو عمرو (كفرنبل_إدلب)