شهداء وجرحى بريف إدلب.. ومجلسُ الأمن يعقد اجتماعاً لبحث الأوضاع بسوريا
استشهد مدني وأصيب ثلاثة آخرين عصر اليوم، إثر قصف قوات نظام الأسد، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وأفاد مراسلنا، مساء اليوم أن قصفا مماثلا استهدف مدينة سراقب جنوبي ادلب، وقرية الحويز في سهل الغاب بريف حماة، دون أنباء عن إصابات.
من جهة اخرى استهدفت هيئة تحرير الشام اليوم الخميس، بالمدفعية الثقيلة قوات النظام المتمركزة في قرية باشكوي شمالي مدينة حلب مع وجود أنباء عن إصابات في صفوف الأخير.
وفي السياق، وثق مكتب التوثيق في راديو فرش: اليوم الخميس، عدد الشهداء والجرحى والقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الاسد والمليشيات التابعة لها منذ بدء الحملة على المناطق المحررة بريف إدلب حتى تاريخ 28 :2: 2108.
وقال مسؤول التوثيق في راديو فرش تركي السويد: “إن 112 مدني منهم 28 طفل و26 امرأة استشهدوا وجرح أكثر من 223 آخرين، في الحملة الأخيرة التي تشنها قوات الأسد والمليشيات المساندة لها، على أرياف إدلب وحماة، حيث استعمل فيها نظام الأسد حوالي 800 قذيفة مدفعية وصاروخية و80صاروخ عنقودي و18 صاروخ “أرض-أرض”.
وأضاف السويد، أن أكثر من 42 بلدة ومدينة في محافظة إدلب ضمن المناطق المنزوعة السلاح وخفض التصعيد تعرضت للقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات نظام الأسد المتمركزة في كل من أبو دالي وقبيبات أبو الهدى والطامة وبلدة أبو الضهور ومنطقة جورين.
وتابع أن طائرات النظام من نوع لام 39، نفذت حوالي 126 غارة، منها صواريخ فراغية وصواريخ C8 ,C5، أسفرت عن استشهاد 5 مدنيين وجرح 8 آخرين في كل من مدينتي خان شيخون وسراقب.
في حين، بدأ محتجون اليوم الخميس، من محافظة إدلب وريفي حماة وحلب بالتوافد على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لإقامة اعتصام مفتوح والمطالبة بوقف القصف العنيف على المنطقة.
وطالبوا تركيا بالضغط على الجانب الروسي لوقف القصف على مدينة إدلب وتنفيذ وقف إطلاق النار المقرر بموجب اتفاق سوتشي، بالتزامن مع تحليق للمروحيات التركية فوق المعتصمين على مسافات منخفضة وقامت بتصوير فعاليات بَدْء الاعتصام، فيما وصل العديد من الصحافيين الأتراك إلى الجانب التركي من المعبر لتغطية الحدث.
وفي سياق آخر، قالت منظمة الأمم المتحدة (اليونيسف)،” إن 12 طفلاً بينهم عدد من الرضع توفوا في مخيم الركبان الحدودي جنوبي سوريا منذ بداية 2019، بسبب قلة الرعاية الصحية وبرد الشتاء القارص”.
وصرح خيرت كابا لاري مدير اليونيسيف الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيان له، أن وفيات الأطفال في مخيم الركبان تستمر بالازدياد بـ “معدل خطير”، حيث يموت طفل واحد كل خمسة أيام، ودعا لإيجاد حلول عاجلة ودائمة لإنهاء سنوات المعاناة التي اضطر الأطفال إلى تحملها.
في حين، نظم مئات المدنيين وقفةٍ أمام المراكز التابعة للمفوضيَّة العامة لشؤون اللاجئين في تركيا سعياً منهم في الحصول على فرصة للسفر إلى أوروبا.
وقال سليمان المصطفى أحد السوريين المقيمين في ولاية هاطاي لأورينت نت: “لقد توجه العشرات إلى مبنى المركز التابع لمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتم تسجيل العديد من السوريين”.
في حين نفت الأمم المتحدة إعادة توطين اللاجئين بعد مضي أسبوع على انتهاء مدة التسجيل والأمر يعود لسببين أولهما الازدحام الشديد الذي أحدثه السوريون إضافة للفوضى العارمة أمام المبنى الواقع في منطقة مركزية واستراتيجية من المدينة، إضافةً لانتهاء مدة التسجيل والمشاكل التي تبعت ذلك بين السوريين وموظفين في المركز بعد منع السوريين من الدخول.
سياسياً، عقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم، اجتماعاً لبحث آخر التطورات في سوريا وسبل تشكيل اللجنة الدستورية والانتقال السياسي، وشدد المجتمعون على ضرورة الإسراع في بدء تشكيل اللجنة الدستورية التي تمثل كافة الشعب السوري.
وأكدوا على ضرورة تطبيق القرارات الأممية الخاصة في سوريا، والعمل على تطبيق وقف إطلاق النار في ادلب حفاظاً على أرواح المدنيين، مشيرين في ذلك الى العمل على وقف خروقات نظام الاسد في مناطق خفض التصعيد والالتزام بجميع القرارات.
وفي السياق، صرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى تركيا كريستيان برغر: “أن الاتحاد الأوروبي مع الجانب التركي اتفق على ضرورة حل القضية السورية سياسيًا وليس عسكريًا”.
وجاء ذلك في تصريح للأناضول حول المباحثات الرفيعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي العام الماضي، والقمة المرتقبة بين الطرفين في بروكسل مطلع آذار القادم.
وأوضح برغر: “متفقون بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي وليس عسكرياً للقضية السورية، ويعد المؤتمر المقرر ببروكسل في مارس، مهمًا بالنسبة إلى دعم سوريا ومستقبل المنطقة”.
ومن جهة أخرى قالت صحيفة “ديلي صباح” التركية اليوم الخميس: “إن أيران ونظام الأسد يحاولان نقض اتفاق سوتشي حول إدلب، فيما روسيا ترغب باستمرار التعاون مع تركيَّا”.
وأضافت، أن الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في 7 سبتمبر بطهران فشل في التوصل لاتفاق حول إدلب، إلا أن الرئيسين التركي والروسي توصلا لاتفاق وحدهما بعد ذلك بعشرة أيام في اجتماع ثنائي.
وتابعت، أن الصحف الإيرانية كانت مليئة بالمقالات التي تشتكي من “خيانة روسيا” بعد تلك الخطوة، كما “كان نظام الأسد محبطاً أيضاً حيث خطط للسيطرة على إدلب وقد تم حظر ذلك من قِبل بوتين وأردوغان”.
ورأت الصحيفة أن ذهاب بشار الأسد إلى طهران والتقاءه بخامنئي مؤخراً كان رسالة من إيران إلى روسيا بأنها ستواصل دعم النظام بشكل كامل، حيث يُذكِّر ذلك الموقف بزيارة بوتين المفاجئة إلى قاعدة “حميميم” والتصرف مع بشار الأسد بشكل منخفض المستوى.