تركيا تهدد بنسف اتفاقية أستانة وتعطي الضوء الأخضر للجيش الحر لقصف قوات النظام
أبلغت السلطات التركيّة “الجبهة الوطنية للتحرير” أن ترد على القصف المدفعي من قبل قوات نظام الأسد الذي يستهدف مدن وبلدات ريف إدلب المستمر منذ شهر كامل، حسب ما نقلت وكالة تركيا عاجل الإخبارية.
وأضافت، أن أنقرة كانت قد أخبرت الفصائل المقاتلة بالاستعداد ورفع الجاهزية والتحسب للأسوأ، مشيرة أنها تبذل جهدها مع الجانب الروسي من أجل إيقاف القصف، وتابعت أن المسؤولين الأتراك استبعدوا قيام أي عملية عسكرية برية لقوات نظام الأسد على إدلب، طالما كانت نقاط المراقبة التركية الـ 12 موجودة في إدلب.
ووجهت تركيا تحذيرات إلى كل من روسيا وإيران بخصوص ملف إدلب، كانت قد هددت من خلاله بانسحابها من مسار أستانة بشكل نهائي وأنها ستراجع قراراتها بخصوص عدد من الاتفاقيات بينها وبين الدولتين في حال عدم حفاظهما على اتفاق إدلب، وهو ما سيطيح بالمسار الذي بدأته تركيا مطلع عام 2017 مع روسيا وإيران على حساب مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وجاء الضوء الأخضر التركي للجيش الحر بالرد على قصف مدفعية قوات نظام الأسد، بعد فشل روسيا وإيران بوقف خروقات نظام الأسد لاتفاق سوتشي الذي أبرم بين تركيا وروسيا في 17 أيلول/سبتمبر الماضي.
وبعد أسبوعين من التصعيد العسكري لقوات نظام الأسد والميليشيات المرافقة له والقصف الصاروخي والمدفعي، حيث تركز قصفه على طريق حلب – دمشق الدولي، وبشكل خاص على مدينة خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب.
وارتفع عدد الشهداء المدنيين في مدينة خان شيخون التي قصف بمئات الصواريخ والقذائف المدفعية وغارات الطيران الحربي التابع لقوات نظام الأسد، إلى 48 شهيداً وعشرات الجرحى ونزوح عشرات العائلات في مدينة خان شيخون وحدها.
وبرز في الأيام الأخيرة نقاش حول البند السابع من نص الاتفاق وهو البند والذي فرضته موسكو على أنقرة في العرض الذي قدمه الرئيس التركي اردوغان لبوتين (حيث ستقوم القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية التابعة لقوات الاتحاد الروسي بدوريات منسقة وبعمليات الرصد مع الطائرات بدون طيار على طول حدود المنطقة المنزوعة السلاح بهدف ضمان حرية حركة السكان المحليين والبضائع واستعادة العلاقات التجارية والاقتصادية) والذي حاولت أنقرة تأجيله تكرارا ومراراً، وأخبرت قادة الفصائل انه لن يطبق في اجتماعاتها في الريحانية وأنقرة التي جرت نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2018.
وتتعرض محافظة إدلب ومناطق شمال وغرب حماة لقصف جوي ومدفعي وصاروخي متكرر من قبل قوات نظام الأسد والعدوان الروسي، ما يسفر عن شهداء وجرحى بين المدنيين، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
المصدر: القدس العربي