شهداء وجرحى مدنيون بقصف لطيران العدوان الروسي على ريف إدلب.. وتركيا تبحث مع روسيا والولايات المتحدة هجوما عسكريا محتملا شرق الفرات
استشهد تسعة مدنيين بينهم أطفال وجرح 15آخرين اليوم الأربعاء، إثر قصف عنيف من قبل طيران العدوان الروسي ومدفعية نظام الأسد، مدينة ادلب وريفها شمالي سوريا.
وأفاد مراسل فرش أون لاين، أن طيران العدوان الروسي استهدف بأكثر من 9 غارات جوية بالصواريخ الفراغية، السجن المركزي بمحافظة إدلب، دون التأكد من الحصيلة الصحيحة لعدد الضحايا في السجن.
وتداول ناشطون صور عبر وسائل التواصل الإجتماعي، تظهر عشرات الضحايا في السجن بالإضافة الى جرحى، وفرار عدد كبير من السجناء، في حين لايزال مصيرهم مجهول.
وقال مراسلنا، أن طيران العدوان الروسي جدد قصفه الأحياء السكنية والمراكز الحيوية داخل المدينة، بأربع غارات جوية، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مدنيين بينهم طفلة وإصابة 15 آخرين كحصيلة أولية.
وأشار، أن القصف أدى أيضا لخروج مشفى المحافظة عن الخدمة، إضافة لوقوع أضرار مادية في مشفى الزراعة وسط عمليات إخلاء للمرضى من المشافي فضلا عن دمار كبير بالبنية التحتية.
كما نفذ الطيران الحربي الروسي سلسلة غارات جوية بأكثر من 15 صاروخا طالت قرية عرب سعيد بريف ادلب الغربي، دون معلومات عن إصابات في صفوف المدنيين.
ومن جهتها قصفت قوات الأسد المتمركزة في حاجز البشارات، بالقذائف الصاروخية بلدتي معرتحرمة وكفرسجنة، دون ورود أنباء عن إصابات.
كما استهدفت قوات نظام الأسد، براجمات الصواريخ مدينة جسر الشغور وبلدتي بداما والناجية، بريف ادلب الغربي، دون ورود معلومات عن إصابات بشرية.
في حين تعرضت بلدتي الخوين وأم جلال بالريف الجنوبي الشرقي، لقصف مكثف بالقنابل العنقودية، وطال القصف بلدتي القصابية والهبيط بالريف الجنوبي، ما تسبب بأضرار مادية دون ورود معلومات عن إصابات بشرية.
وفي حماة قال مراسلنا إن قوات نظام الأسد، قصفت براجمات الصواريخ والقذائف المدفعية مدينة كفرزيتا ومحيط بلدة كفرنبودة وقرية الكركات بريف حماة الشمالي، ما تسبب بأضرار مادية دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وفي سياق متصل، قال الائتلاف السوري في بيان له اليوم، إن جميع الدول تعلم بإن هجمات النظام وجرائمه وانتهاكاته لم تتوقف على الإطلاق منذ توقيع اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، كما أن النظام لم يلتزم بأي اتفاق أو قرار دولي منذ عام ٢٠١١.
ولفت الائتلاف إلى أن الحملة والتصعيد الجاري الآن والقصف باستخدام الفوسفور الحارق هو خرق للاتفاق، كما أنه محاولة للتشويش على مؤتمر بروكسل الذي يسعى النظام وحلفاؤه بكل وسيلة ممكنة للضغط عليه وإجهاضه.
واعتبر أن الخطة الحالية للنظام وحلفائه تعتمد على تنفيذ حملات تصعيدية متكررة وارتكاب المجازر وجرائم الحرب، في محاولة لتجنب الدخول في الحل السياسي وعرقلة أي جهود دولية تدفع باتجاه الحل.
وعلى صعيد آخر، أفرجت قوات نظام الأسد اليوم الأربعاء، عن الدفعة الثانية من معتقلي سجن حماة المركزي.
وقال عضو “هيئة القانونيين السوريين” المحامي عبد الناصر العمر حوشان إن قوات النظام أفرجت عن 18 معتقلا من المحكومين من قبل “محاكم الإرهاب والمحكمة الميدانية”.
في سياق آخر، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء سلامة وحماية المدنيين الذين قد لا يزالون محاصرين في الباغوز، آخر معقل لتنظيم داعش في جنوب ريف دير الزور في سوريا.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك في حديثه للصحفيين بعد هجوم أمس على الباغوز، إلى ورود أنباء تفيد بمقتل ما لا يقل عن 50 مدنيا وإصابة العشرات معظمهم من الأطفال والنساء بجروح، نتيجة للغارات الجوية، لافتاً إلى أن الهجمات وقعت أثناء محاولة المدنيين الفرار من المنطقة.
في حين قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إنها وثقت وفاة 921 مدنيا منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 بسبب حصار قوات النظام السوري لمناطق كانت واقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
وأوضحت “الشبكة” في تقرير نشرته عبر وسائل إعلامها الثلاثاء، أن من بين المتوفين 398 طفل و187 امرأة نتيجة نقص الطعام والأدوية في المناطق التي كانت قوات النظام تحاصرها قبل سيطرتها عليها، دون أن تحدد تلك المناطق.
وكانت قوات النظام حاصرت لسنوات مدن وبلدات عدة قبل سيطرتها عليها، مانعة دخول المواد الغذائية والطبية إليها، منها مدينة داريا وبلدات جنوب العاصمة دمشق، ومدينتي الزبداني ومضايا ومنطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق إضافة إلى مناطق شمالي حمص وشرقي حماة.
في حين كشفت تقارير أخرى للشبكة السورية لحقوق الانسان، إنها وثقت قرابة 143 ألف شخص بينهم ما يزيد عن 4000 طفل وأكثر من 8000 امرأة، معتقلين ومختفين قسرياً منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، اعتقل معظمهم على يد قوات النظام السوري.
وأوضحت “الشبكة” في تقرير نشرته عبر وسائل إعلامها الثلاثاء، أن معظم هؤلاء الأشخاص ما يزالون قيد الاعتقال والاختفاء القسري في سجون قوات النظام.
ويتهم حقوقيون وناشطون المجتمع الدولي بالتقاعس في الضغط على النظام للكشف عن مصير مئات آلاف المعتقلين والمغيبين قسريا في سجونه والإفراج عنهم، ومحاسبته على جرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحقهم
سياسياً، كثفت هيئة التفاوض العليا خلال الأيام الماضية لقاءاتِها مع مسؤولين سياسيين لبحث العمليةِ السياسية في سوريا.
والتقى رئيسُ هيئة التفاوض، نصر الحريري، أمس الثلاثاء، الأمينَ العامَّ للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، في مبنى الأممِ المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الحريري، عبر حسابِه في “تويتر” إنه بحث مع غوتيريس جهودَ الأممِ المتحدةِ لتفعيل العملية السياسية بناءً على تطبيق القرارِ 2254 بكل جوانبِه والمحادثات لإتمام تشكيلِ اللجنة الدستورية.
في حين، ذكرت مسؤولة بوزارة الدفاع التركية مساء أمس، أن بلادها تبحث مع روسيا والولايات المتحدة هجوما عسكريا محتملا في منطقة بشمال شرق سوريا، والتي تسيطر عليها المليشيات الكردية، بحسب وسائل إعلامية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع التركية ناديدة شبنام أكطوب “بشأن الاستعدادات شرقي الفرات، التي ما زال من المقرر بحثها، فإن التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا على وجه الخصوص مستمر”.
وأضافت المتحدثة “إن التنسيق بين أنقرة وموسكو مستمر بنجاح، بشأن منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث اتفق البلدان على إنشاء منطقة منزوعة السلاح ” رغم الاستفزازات.
ومن جهته صرح المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون، أن العمل مستمر وجاري لإنجاز تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وقال بيدرسون خلال مقابلة صحفية مع صحيفة الشرق الأوسط، أنه يعمل على مقاربة شاملة تتضمن الاتفاق على عمل اللجنة، والتي تشمل الحكم والدستور والانتخابات بإشراف الأمم المتحدة، ومجلس الأمن.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية على موقعها أنها خصصت أكثر من 500 مليون دولار من أجل ضمان أمن حدود البلدان المجاورة لسوريا، ولميليشيا “قسد” لمحاربة تنظيم “داعش”.
وقد طلبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الكونغرس ما يقارب 718 مليار دولار من أجل وزارة الدفاع “البنتاغون”، حيث أعلنت البنتاغون على موقعها أنها خصصت نحو 544 مليار دولار من أصل 718 مليار دولار من أجل العمليات المحتملة في الخارج المعروفة باسم “صندوق الحرب”