قصفٌ متجددٌ على مناطق خفض التصعيد شمالي سوريا.. والمبعوث الأمريكي الخاص للتسوية في الشرق الأوسط ينشر صوراً لسوريا لا تتضمن الجولان

استشهد مدني وأصيب عدد آخر صباح اليوم الأربعاء، جراء قصف مدفعي لقوات نظام الأسد على قرية أبو حبة بريف إدلب الشرقي.

وأفاد مراسل فرش أونلاين، أن قوات نظام الأسد المتمركزة في قرية قبر فضة استهدفت قرية الحويز بريف حماة الغربي، بعدد من قذائف مدفع الهاون، ما تسبب في جرح مدني، بالإضافة الى أضرار مادية أخرى.

وأضاف، أن قوات نظام الأسد المتمركزة في قرية المصاصنة استهدفت بقذائف الهاون وادي الدورات شرقي مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، دون أنباء عن إصابات.

وطال قصف مماثل من قبل قوات نظام الأسد المتمركزة في مدينة السقيلبية، مدينة قلعة المضيق والشريعة بريف حماة الغربي، دون إصابات.

بالمقابل استهدفت فصائل الثوار بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات نظام الأسد في قرية قبر فضة بريف حماة الغربي رداً على قصف المدنيين في المناطق المحررة.

فيما تم اغتيال شابين وإصابة آخر في ظروف غامضة فجر، هذا اليوم في مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي.

وتتعرض قرى وبلدات ريفي حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي، لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، ودمار طال البنى التحتية، في خرق صريح لاتفاقية ستوشي الموقعة بين الرئيسين أردوغان ونظير الروسي بوتين، كون معظم المناطق التي يتم قصفها تقع في المنطقة منزوعة السلاح التي تم إقرارها من قبل الجانبين التركي والروسي.

وفي السياق، سقط أكثر من عشرين مدنيّاً بين قتيلٍ وجريحٍ بينهم أطفال ونساء في مدينة حلب شمال سوريا جرَّاء اقتتال الميليشيات الموالية لإيران وروسيا، وسط ادعاءات من وسائل إعلامية موالية بقصف المدينة من قبل المعارضة السورية.

حيث بدأت الاشتباكات الواسعة بين الميليشيات المتصارعة يوم الأحد الفائت في حي “الخالدية”؛ ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين إضافةً للضحايا المدنيين، كما تجددت الاشتباكات في اليوم التالي بسوق الخضرة في حي “الخالدية” واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة بينها صواريخ موجهة وقذائف ثقيلة سقط بعضها ضمن أحياء حلب.

وعلى صعيد آخر، رفعت إدارة الهجرة العامة في البلاد الحظر عن إذن السفر للاجئين السوريين في العاصمة أنقرة، وبعض المدن والذي فرضته قبل أسبوعين في العديد من الولايات، حسب وسائل إعلام تركية.

وذكر موقع تركيا بالعربي” مقطعاً مرئياً عن الناشط السوري “يوسف ملا” أكد فيه أنه تم رفع حظر “إذن السفر” في العاصمة “أنقرة”، كما أوضح الموقع عن مصادر خاصة في إدارة الهجرة رفع الحظر عن مدينتي بورصة وقيصر”.

ومن جهتها، قررت السلطات اللبنانية ترحيل اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى أراضيها بطريقة غير قانونية إلى بلادهم، وتسليمهم لنظام الأسد.

وجاء ذلك القرار خلال اجتماع “المجلس الأعلى للدفاع” في القصر الجمهوري، يوم الاثنين، لبحث مسألة تهريب الأشخاص والبضائع عبر الحدود البريّة، واليد العاملة غير المرخّص لها.

ونقلت جريدة “الأخبار” اللبنانية أن “المجلس اطّلع على معلومات تفيد بأن عدداً كبيراً من السوريين الذين أوقفوا بسبب دخولهم لبنان خلسة، تبيّن أنهم كانوا مسجلين في لوائح اللاجئين، وأنهم يزورون بلادهم عبر المعابر غير الشرعية، إلا أنهم يسجّلون أسماءهم بصورة قانونية في المراكز الحدودية السورية، لكنهم يتجاوزون المراكز الحدودية اللبنانية عبر الجرود، بمساعدة مهرّبين، كي لا يفقدوا صفة اللاجئين والتقديمات التي يحصلون عليها من المؤسسات الدولية”.

في حين، اجتاحت السيول مدينة الباب بريف حلب الشمالي، ومخيم ضيوف الشرقية القريب منها.

وبحسب وسائل إعلامية قال رئيس بلدية المدينة مصطفى عثمان اليوم الأربعاء، “إن السيول اجتاحت جميع الأحياء إلا أن الأضرار ليست كبيرة في الممتلكات، حيث كانت البلدية مستعدة بالرغم من معداتها البسيطة مثل المضخات والجرافات “تركس” إضافة إلى العمال”.

وأضاف “عثمان” أن المياه دخلت إلى بعض الأقبية في المدينة، إلا أن البلدية عملت على فتح المصارف الصحية وضخ المياه وحصنت بعض الأقبية التي كان من المتوقع دخول المياه إليها”.

هذا وأطلقت منصة “عيني عينك” التدريبة بمشاركة عدة وسائل ومنصات نشر سورية إعلامية، حملة “ناجيات أم ليس بعد”، والتي تسلط الضوء على قضية المعتقلات السابقات في سجون نظام الأسد، وتهتم برفع الوعي حيال تلك القضايا المهمة للمعتقلات في ظل واقعٍ تقل فيه إمكانيات الدعم النفسي والمبادرات المجتمعية والمدنية المخصصة لمساندتهن.

وذكرت وسائل إعلامية أن الحملة ستنتشر بالتعاون مع المنصات الشريكة مواداً إعلامية، مكتوبة ومرئية ومسموعة تفيد هذا المحتوى، وتدعم النساء والطريق لإعادة دمجهن في المجتمع، وأضافت أنه سيتم فتح الطريق لذلك من خلال نشر الوعي في أوساطهن حول قضاياهن، وفي الوقت عينه منحهن الفرصة للتعبير عن أنفسهن ومشاركة ما تعرضن له بعد الاعتقال، إذ لم يمثل الخروج من تجربة الاعتقال المروع على قيد الحياة نجاةً لهن كما هي الحال مع الرجال، بل تحولت تجربتهن إلى عائق إضافي أمام مستقبلهن.

سياسياً، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار التطورات في سوريا مع نظيره الأمريكي، وذلك في إطار الزيارة التي يجريها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، أمس الثلاثاء إن آكار التقى مع نظيره الأمريكي بالوكالة “باتريك شانهان” في مقر البنتاغون بالعاصمة واشنطن، وبحثا القضايا الأمنية الإقليمية وسبل تحقيق الاستقرار في البلدين.

وأكدت الوزارة، أن آكار نقل إلى “شانهان” وجهات نظر أنقرة ومطالبها بشأن المنطقة الآمنة المقرَّر إقامتها شمال شرقي سوريا وصفقة شراء منظومة “إس-400” الروسية ومقاتلات “F-35” الأمريكية.

ومن جهتها، باشرت شبكة إنستغرام حملة ضد حسابات كبار المسؤولين في إيران، مشيرةً إلى أنها اتخذت هذه الخطوة تماشياً مع التزاماتها الدولية وامتثالاُ لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.

وطالت عملية الحجب حساب المرشد علي خامنئي باللغة الإنجليزية، وحسابات قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، ونائبه حسين سلامي، وقائد فيلق القدس التابع للحرس، وقائد القوات البرية محمد باكبور، وقائد الوحدة الصاروخية أمير علي حاجي زادة، ومستشار المرشد للشؤون العسكرية رحيم صفوي، وقال متحدث باسم الشبكة إن تحركها جاء امتثالاً للقوانين الأميركية في سياق التزاماتها القانونية.

هذا و قام المبعوث الأمريكي الخاص للتسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بنشر صورة لخريطة محدثة اعتمدتها واشنطن، حيث يظهر فيها الجولان السوري المحتل ضمن الحدود التابعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

ونشر غرينبلات تغريدة على موقع تويتر قال فيها:” مرحبا بالخريطة الجديدة في نظام الخرائط الدولية الخاص بنا، بعد إعلان الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان”.

وتنص قرارات الأمم المتحدة على أن المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ومرتفعات الجولان السورية المحتلة غير شرعية.

أخيراً وعلى الصعيد الدولي، قُتل حوالي 180 شخصًا نتيجة لهجوم اللواء خليفة حفتر على طرابلس، مع مقتل أربعة مدنيين على الأقل في قصف جوي على العاصمة الليبية خلال الليل.

وأصيب أكثر من 800 شخص منذ أن بدأ أمير الحرب الذي يسيطر على شرق البلاد محاولته للاستيلاء على المدينة من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة منذ ما يقرب من أسبوعين.

وقد شجبت الحكومة في طرابلس هجمات حفتر ووصفها بأنها “بربرية”، مضيفة أن “الهجمات العشوائية” أظهرت أن قواته كانت تفتقر إلى الإنسانية”.

وزار رئيس الوزراء فايز السراز بعض المواقع التي أصابتها الصواريخ، ودعا بعدها إلى الحداد لمدة ثلاثة أيام. وقال: “إن الأدلة على الهجمات الوحشية على الأحياء المدنية سيتم تسليمها إلى المحكمة الجنائية الدولية”.