موقع تركي يكشف “عرضاً مغرياً” قدّمه الأسد لأردوغان.. هذه تفاصيله
نشر موقع “TRT World” التركي تقريراً كشف فيه أنّ الخبراء يعتقدون أنّ طهران تريد التوسط بين سوريا وتركيا لإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها.
وانطلق الموقع من جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المنطقة، ملمحاً إلى أنّه “رفع تقريره” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة بعد اجتماعه بنظيره السوري بشار الأسد في دمشق.
ونقل الموقع بحسب ترجمة “لبنان 24” عن نائب رئيس الاستخبارات التركية السابق، جواد أونيش، تأكيده أنّ “تنمية العلاقات مع سوريا تمثّل حاجة ملحة (بالنسبة إلى تركيا)”، من أجل إبقاء الوضع السياسي تحت السيطرة، مرجحاً أن تكون إيران بصدد لعب دور الوسيط.
من جهته، رأى المحلل السياسي التركي، عثمان بستان، أنّ طهران تريد تعزيز التعاون الإقليمي بين تركيا وإيران وسوريا للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ إيران تتحرك على رقعة الشطرنج السورية لترسل إشارات إلى أنقرة تفيد بأنّها “إذا تعاونت مع إيران في سوريا، فستنطوي مكافأتها على نهاية حكم وحدات حماية الشعب الكردية”، التي تسيطر على ثلث الأراضي السورية وتشكّل “مصدر إزعاج” لدمشق وأنقرة.
وبالعودة إلى أونيش، نقل الموقع عنه قوله إنّ تركيا تريد بناء تفاهم مشترك مع دمشق على مستوى التعاطي مع ملف “وحدات حماية الشعب” المتمركزة في شمال شرقي سوريا. وفي هذا الصدد، علّق الموقع بالقول إنّ واشنطن التي تدعم “وحدات حماية الشعب” تؤيّد الفدرالية في سوريا، في حين يبدو أنّ موسكو، التي لم تتخذ موقفاً صريحاً بعد، “تؤيد أحد أنواع الفدرالية”.
بدوره، شدّد بستان على رفض تركيا فدرالية في سوريا، مرجحاً أن يكون ظريف حمل مقترحاً من الأسد لأردوغان يتمحور حول “خنق وحدات حماية الشعب معاً”.
وفي هذا الإطار، تطرّق الموقع إلى تصريح المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، القائل بأن بلاده تعمل مع تركيا حول إنشاء منطقة آمنة خالية من “وحدات حماية الشعب” في سوريا، مشيراً إلى أنّ المسؤول الأميركي دافع في الوقت نفسه عن المقاربة التي تعتمدها واشنطن مع “وحدات حماية الشعب”، بقوله: “للولايات المتحدة مخاوفها الأمنية، بما فيها إزاء الأشخاص الذين قاتلنا “داعش” إلى جانبهم”، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب”.
ونقل الموقع عن مصادر شاركت في المؤتمر الذي عقده جيفري في تركيا كشفها أنّ واشنطن اقترحت على تركيا القبول بمنطقة كردية تخضع لحكم ذاتي في شمال سوريا تشرف عليها “وحدات حماية الشعب”، على أن تكون منفصلة عن حزب “العمال الكردستاني”. كما تحدّثت المصدر عن أنّ الأميركيين ينظرون إلى تركيبة “وحدات حماية الشعب” على أنّها أساس لحكومة إقليم كردستان السورية المستقبلية النظرية”.
من جانبه، علّق أونيش بالقول إنّ واشنطن تتصوّر منطقة آمنة خالية من الجنود الأتراك ووحدات حماية الشعب”، كاشفاً أنّ الأميركيين وضعوا خططاً تشمل إمكانية إشراف الولايات المتحدة حلفائها أو حلفاء واشنطن العرب مثل الإمارات والسعودية على المنطقة. وختم أونيش بالقول: “لا تبدي تركيا إيجابية إزاء مقترح من هذا النوع”.