قوات نظام الأسد تستمر بقصف مناطق خفض التصعيد شمالي سوريا .. وعشرات القتلى لعناصرها بهجمات مباغتة على مواقعهم بريفي حلب واللاذقية والبادية السورية
أصيب عدد من المدنيين صباح اليوم السبت، جراء قصف لقوات نظام الأسد بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على قريتي الصيادة والشعرة بريف إدلب الشرقي.
وأفاد مراسل فرش أونلاين، أن قوات نظام الأسد المتمركزة في تلة اعجاز قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قريتي الصيادة والشعرة، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين، نقلوا على إثرها إلى نقطة طبية لتلقي العلاج.
وأضاف، أن قوات نظام الأسد المتمركزة قي المعسكر الروسي بقرية الكباريه، استهدفت قريتي تحتايا وأبو حبة بريف ادلب الجنوبي الشرقي، دون أنباء عن إصابات.
كما جرح مدنيان مساء أمس الجمعة، إثر قصف صاروخي من معسكر القوات الروسية في قرية الكباريه شمال مدينة حماة على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
في حين، تعرضت بلدة جرجناز وقرى التح وتلمنس لقصف صاروخي مماثل من مواقع قوات نظام الأسد في قريتي أبو عمر وأم رجيم المجاورتين، واقتصرت الأضرار على المادية.
وتتعرض مدن وقرى بأرياف إدلب وحماة لقصف عنيف من قبل قوات نظام الأسد بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، ما يسفر عن وقوع شهداء وجرحى في صفوف المدنيين ودمار في الممتلكات العامة والبنى التحتية، في خرقٍ لاتفاقية سوتشي بين التركيا وروسيا، والتي تنص على وقف إطلاق النار في المناطق منزوعة السلاح.
وبالمقابل، قتل ما يقارب 25 عنصراً لقوات نظام، إثر هجومين مباغتين من قبل هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، على مواقعهم بريفي اللاذقية وحلب.
وذكرت وسائل إعلامية، أن هيئة تحرير الشام هاجمت اليوم السيت، مواقع قوات نظام الأسد في قرية عقرب بالقرب من “ضاحية الأسد”، بريف حلب الغربي، ما تسبب في مقتل العشرات من قوات الأخير بالإضافة الى الاستيلاء على أسلحة وذخائر متنوعة.
وأضافت، أن عملية مماثلة نفذتها إحدى الفصائل العاملة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، تسببت في مقتل ما يقارب 6 عناصر لقوات نظام الأسد، دون معرفة الجهة المنفذة لتلك الإغارة.
ومن جهته أعلن تنظيم داعش في بيان له، عن قتل ما يقارب 20 عنصر لقوات نظام الأسد بينهم ثلاثة ضباط، بالإضافة الى عشرات الجرحى وتدمير 4 آليات عسكرية، في منطقة جبل البشارات غي بادية السورية.
يشار إلى أن الميليشيات المرتبطة بروسيا وإيران تعرضت في أوقات سابقة لعدة هجمات وعمليات تسلل في أرياف حماة وإدلب واللاذقية، كما نفذ تنظيم داعش عدة هجمات في البادية السورية، خلفت ايضاً عشرات القتلى والجرحى لذات القوات.
وعلى صعيد آخر، زار وفد من وزارة الداخلية التركية مساء أمس الجمعة، منطقة عفرين للإطلاع على عمل دائرة النفوس وإصدار البطاقات التعريفية في المنطقة.
وذكر المجلس المحلي في عفرين، أن إصدار البطاقات للمواطنين جاء بسبب أهميتها القانونية إذ فقد الكثير من الناس أوراقهم الثبوتية، كما أن عددًا من المواطنين لم يستطيعوا إصدار هوية رسمية بسبب الملاحقة الأمنية.
وكان قد افتتح المجلس المحلي في عفرين مديرية للسجل المدني في المنطقة تتيح لسكانها والمهجرين من باقي المناطق السورية استصدار هوية شخصية والأوراق الثبوتية.
كما تختص مديرية السجل المدني الجديدة باستصدار أوراق ثبوتية رسمية مثل إخراج القيد وبيانات الزواج والولادة والوفاة وغيرها، إلى جانب استخراج دفاتر العائلة.
في حين، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء التابعة لنظام الأسد، اليوم الجمعة، تعميماً “إلزامياً” باسم “تعليمات لمواجهة أزمة البنزين”، هدفه “إفشال المؤامرة الكونية التي امتدت هذه الآونة إلى حوامل الطاقة، فأفقدت البنزين، بعد الغاز والمازوت من الأسواق”.
وحصل موقع العربي الجديد على “التعميم” الذي يدعو لمواجهة أزمة البنزين عبر التهكم والرقص وإجراء لقاءات معدة مسبقاً، على أن تكون الإجابات “مدروسة وكوميدية تؤكد أن الحصار سببه الإرهاب وأميركا وإسرائيل”. وشدد النظام على إبقاء عبارة “نحن صامدون” دائمة خلال إجابات الملتقى معهم.
وجاء في مقدمة التعميم “كما لم نستهن باغتصاب ترامب للجولان واستثمرنا في تصريحاته للتأكيد على أن المقاومة هي الحل الوحيد لاسترجاع الأرض والحقوق، أيضا يجب ألا نستهين بموجات الأزمات التي تستهدف سورية، ويجب أن نستفيد منها لتقوية المواجهة والتعاضد والتكاتف وشد الهمم، فالهدف كما يعلم الجميع هي الاستحقاقات القادمة، أي النيل من الحاضن المؤيد”.
سياسياً، أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية قراراً يقضي بتعديل بيانات أبناء الجولان المقيمين في الولايات المتحدة وتسجيلهم كـ”إسرائيليين” في خطوة جاءت عقب اعتراف الرئيس “ترامب” بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.
وقامت الوزارة الأربعاء الماضي بتغيير الخرائط على المواقع الحكومية الأمريكية حيث وضعت هضبة الجولان داخل الحدود الإسرائيلية، وفقاً لموقع “CNS” الأمريكي.
وقالت “CNS” بأن موقع “حقائق العالم” التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA” أجرى تعديلاً على خرائط إسرائيل وسوريا لتصبح هضبة الجولان تحت سيطرة إسرائيل.
وفي سياق آخر، نشر موقع ناشيونال إنترست الأميركي مقال توقع فيه ألا يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم قريبا، ونسبة لدراسة صادرة عن الأمم المتحدة أن فترة لجوئهم ربما تمتد في المتوسط إلى 26 عاماً.
ونوهت كاتبة المقال شيلي كلبرتسون أنه بالإضافة إلى حل النزاع في سوريا فإن هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يجب أن تتم معالجتها حتى يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة إلى ديارهم.
وذكرت دراسة استقصائية أجرتها المنظمة الدولية للهجرة للنازحين داخليا وجدت أن السوريين الذين عادوا اعتبروا أن متطلبات العودة تشمل حماية الممتلكات وتوفير الأمن وفرص العمل والإسكان والخدمات العامة والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى الحكم واعتبارات المصالحة.
ومن جهتها، صرحت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لما يسمى “الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية” الجناح السياسي لميليشيا قسد لشبكة “رووداو” الكردية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدهم باستمرار تقديم الدعم العسكري لهم، وحماية مناطقهم من أي تهديد.
وأوضحت إلهام أحمد أنها تلقت وعوداً ببقاء القوات الفرنسية في المنطقة، وأكملت: “لقد وعدونا باستمرار الدعم على الصعيدين العسكري والمدني بهدف مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذور”، على حد قولها.
وأخيراً، نشر موقع “TRT World” التركي تقريراً كشف فيه أنّ الخبراء يعتقدون أنّ طهران تريد التوسط بين سوريا وتركيا لإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها.
وانطلق الموقع من جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المنطقة، ملمحاً إلى أنّه “رفع تقريره” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة بعد اجتماعه بنظيره السوري بشار الأسد في دمشق.
ونقل الموقع بحسب ترجمة “لبنان 24” عن نائب رئيس الاستخبارات التركية السابق، جواد أونيش، تأكيده أنّ “تنمية العلاقات مع سوريا تمثّل حاجة ملحة (بالنسبة إلى تركيا)”، من أجل إبقاء الوضع السياسي تحت السيطرة، مرجحاً أن تكون إيران بصدد لعب دور الوسيط.
من جهته، رأى المحلل السياسي التركي، عثمان بستان، أنّ طهران تريد تعزيز التعاون الإقليمي بين تركيا وإيران وسوريا للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ إيران تتحرك على رقعة الشطرنج السورية لترسل إشارات إلى أنقرة تفيد بأنّها “إذا تعاونت مع إيران في سوريا، فستنطوي مكافأتها على نهاية حكم وحدات حماية الشعب الكردية”، التي تسيطر على ثلث الأراضي السورية وتشكّل “مصدر إزعاج” لدمشق وأنقرة