كم الساعةُ الآن..!
دقت الساعة السابعة صباحاً، لتستيقظ مع أطفالها لتجهزهم للذهاب إلى المدرسة، وتنتظر عودتهم لتعد لهم الفطور ليأكلوا سويةً كالعادة.
شعور داخلي يملئ قلبي دون معرفة سبب ذلك الشعور أحسست بالحزن وأن قلبي قد قُبض لكن لا أدري لماذا؟
آه.. لقد تساوت في نظري جميع الأحزان، لم يبق في وقتي متسع كي أحزن أكثر من ذلك.
كلمات كانت ترددها بحرقة وألم.
لم يخطر في بالي يوماً أن أكون شاهدة على وداع أطفالي الثلاثة هي فاجعة ستحضر في ذاكرتي إلى الأبد.
كلمات نطق بها الصغيران قبل المأساة، طلبوا مني بأن يستحموا معي، فهذه المرة الأولى التي يطلبوا فيها الاستحمام، وقد كانوا يتوسلون لي بأن أمضي بعض الوقت للعب معهم، لكني لم أتردد في رفض طلبهم فعلت ما أرادوا.
مضت الأم الثكلى في اللعب مع أطفالها دون ملل أو تعب، تحاول فهم ما يحدث بداخلها لكن دون جدوى.
قال لي الصغيران أمي نريد أن تشتري لنا بعض الأشياء” شيبس وبسكويت وغيره” فلم أتردد في طلبهم نزلت على الفور إلى السوبر الماركت القريب من منزلنا، واشتريت لهم طلباتهم.
لم تتردد في ذلك اليوم على رفض متطلباتهم على حد قولها:” لا أدري أراد الله في ذلك اليوم أن ألبي جميع متطلباتهم دون معرفة سبب ذلك”.
تلقيت ذلك الخبر المفجع بصورة هيستيرية، وما زاد في حرقة القلب عدم استطاعتي رؤية اطفالي.
فقدان اطفالها لم يكن بالأمر السهل، فلا يوجد أقسى وأمر من فقدان أم لأطفالها، لم يذهبوا عن بالها لحظة واحدة خاصة في فترات الصباح التي كانت معتادة على إيقاظهم وارسالهم إلى المدارس بشكل يومي.
تتحدث وهي جاهدة محاولة إخفاء الدموع عني، لكتها فشلت عندما بدأت بالحديث عن أطفالها، تواصل حديثها:
وأنا في طريق عودتي إلى المنزل وإذا باتصال هاتفي، أخت زوجي تقول لي لقد نشب حريق في منزلك، هنا لم أعد أريد سوى الوصول إلى المنزل لأطمئن على أطفالي.
خلال بضع ثوان وصلت هناك نظرت إلى الطابق العلوي الذي يوجد فيه منزلي وإذا بالنيران تلتهمه، أين أطفالي أرجوكم ساعدوني، أخبرني الجيران بأن أطفالك بخير وقد قمنا بإخراجهم، لكني لم أصدقهم فالنار ابتلعت أطفالي، أريد الدخول لرؤيتهم، لكنهم لم يسمحوا لي، وقال أحدهم يا أختي أطفالك الثلاثة قد ماتوا، لا. لا. لا. لا، أطفالي، أطفالي، صرخت بأعلى صوتها أريد رؤيتهم أرجوكم.
لم يبق من أبنائها إلا الذكريات فهم كانوا ضوء عينها، هذا ما قالته لي عندما كانت تتحدث عنهم ودموعها تنهمر على خديها.
نور العمري..