تحت الثرى
من تحت هذا الثرى ولدت كلماتنا الممرغة بالدماء والأشلاء، تناثرت هنا كحبات الدقيق الناعمة، ولكن صداها عم في الآفاق، في كل يوم طفل ممزق، أشلاء ودماء بجنبه تسيل كأنهار دماء، في كل يوم يودع الأبناء أماً مضرجة بالدماء ، من هنا بدأت حكايتنا التي لم تنتهي بعد حتى نصنع الحرية الحمراء، كل ذنب اقترفناه أننا طلبنا أن نعيش كرماء فكان الجزاء أننا نموت أشلاء، حتى في الموت صرنا نحسد من يموت ويدفن قطعة واحدة ، فنحن فوق أرضنا الغرباء الممزقين ألف قطعة تناثرت فوق التراب الطاهر، لكننا سنبقى نناضل حتى آخر قطرة من دمائنا السائلة فوق أرضنا وترابها.
من بين أغصان الزيتون نادى طفل أمه: « لا تموتي يا امي منشان الله ضلي عايشة» ولو بدون أقدام فأنا سأكون قدميك التي تتكئين عليها وأخي سيكون يدك التي تخيطين بها قميصي القديم الممزق، فحياتنا سوداء من دونك يا اماه ، فوق هذا الثرى ضاعت منه الكلمات وتحت هذا الثرى دفن كل الناس الذين يحبهم وبقي وحيدا يصارع نوبات الحياة ولكنه قطع على نفسه عهدا أن يثأر لكل انسان على هذا التراب قد مات.
وفاء المحمد