رغم لجوئها.. طالبة سورية تحصد المركز الأول في مدرسة ألمانية للمتفوقين
غلبت الطالبة السورية “نوران الخضر” على ظروف الحرب ووطأة التهجير واللجوء اللذين عاشتهما طوال السنوات الماضية، وحصلت على المرتبة الأولى في الصف العاشر في مدرستها بمدينة “هاسفورت” التابعة لمقاطعة “بافاريا” الألمانية بمعدل وقدره 1،8، وهو معدل ممتاز حسب تقييم إدارة المدرسة.
وكتب معلم الطالبة:”هيرهايز انشتاين Günther Heißenstein” على جلائها المدرسي مثنيا على تربيتها الحسنة وأخلاقها العالية بقوله :”نوران طالبة خلوقة محترمة ودودة، لطيفة جدا في معاملتها مع الآخرين”.
وأضاف أن “نوران طالبة صبورة بالرغم أنها واجهت صعوبات ومتاعب في دراستها، لكنها تقدمت في تعلم اللغة الألمانية بشكل ممتاز، لديها الفضول بالمشاركة في جميع دروسها، فهي تقوم دائما بكتابة واجباتها المنزلية بترتيب وانتظام”.
واعتلت “نوران” منصة التكريم لتلقي كلمة عبرت من خلالها عن معاناة جميع السوريين في الحرب والوصول إلى ألمانيا لمتابعة دراستهم، طالبةً من الحكومة الألمانية والشعب الألماني منح الفرصة للأطفال السوريين لمتابعة حياتهم ودراستهم بدون تمييز وعنصرية ومتمنية بأن لا يحصل لأي طفل في العالم ما حصل لأطفال في سوريا.
وحثت الطالبة “نوران” في كلمتها جميع الطلاب السوريين على المثابرة والاجتهاد لكي يثبتوا للعالم بأنهم شعبٌ يُفتخر به أينما حلوا.
في عام 2015 خرجت “نوران” مع عائلتها بحراً باتجاه ألمانيا واستمرت الرحلة التي كانت محفوفة بالمصاعب والمخاطر مدة شهر بعد أن مروا باليونان ومقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا إلى أن وصلوا إلى ألمانيا بتاريخ 22/7 / 2015 -كما يؤكد محدثنا- مضيفاً أنه سكن مع عائلته في قرية بألمانيا بعد وصوله إلى بأسبوعين.
واضطرت “نوران” التي لم تكن قد أكملت 13 من عمرها آنذاك أن تبدأ من جديد وتعيد الصف السابع لتقوية اللغة الألمانية وأثبتت تفوقاً على أقرانها مما دعا أساتذتها -كما يقول محدثنا– إلى نصحه بنقلها إلى مدرسة في المدينة، وتم إدخالها فعلاً في مدرسة بمدينة “هاسفورت” ليتم نقلها بعد ذلك إلى مدرسة “الكومناسيوم” -مدرسة المتفوقين- حيث حصلت على شهادة التفوق 1،8.
وروى المصدر أن مدرسة ابنته كانت فخورة بها للغاية وأقامت لها ولرفاقها حفلاً تكريمياً ألقت “نوران” فيه كلمة باللغة الألمانية قالت فيها إننا كطلاب سوريين قادمون من حرب لنكمل دراستنا ولم نأت لنأخذ المساعدات، بل نبحث عن الأمان والمستقبل وأتمنى أن تتيحوا لنا فرصة الدراسة وأن تعاملونا دون عنصرية، وبعد الحفل طلبت منها صحفية ألمانية إجراء مقابلة معها لإحدى المجلات في ألمانيا.
وعرضت عليها فكرة إلقاء كلمة في البرلمان الألماني باسم السوريين، ونشرت الصحافة الألمانية لقاءات وصوراً للطالبة المتميزة بتفوقها الدراسي وحملها لقضية بلدها سوريا ومعاناتهم في بلدان اللجوء -كما يقول والدها- مضيفاً أن “نوران” اعتادت على المشاركة بنشاطات في أوساط اللاجئين ومساعدتهم في الترجمة والاندماج.
ونظمت عدة حفلات ومسرحيات تتحدث عن مآسي الشعب السوري، كما دأبت على مساعدة الطلاب الألمان في واجباتهم المدرسية، وتطمح كما يؤكد والدها لدراسة الطب وشق طريقها في الحياة بنجاح.