الشبكة السورية: سلاح نظام الأسد الكيماوي خطر يهدد العالم
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن استخدام نظام الأسد المتكرر لسلاح “الدمار الشامل الكيميائي” يشكل خطراً يهدد العالم والبشرية وليس السوريين فقط، ودعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تنفيذ تعهد الخط الأحمر بعد إعلان وزير خارجيتها استخدام نظام الأسد مجدداً الأسلحة الكيميائية.
ونوه التقرير: “التحقيقات الأمريكية بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف اللاذقية، والإعلان عنها يصب في مسار كشف جرائم الحرب التي لا يزال نظام الأسد يمارسها، وتعريته أمام دول العالم كافة وبشكل خاص أمام الدول التي ترغب في إعادة العلاقة معه كالدولة المصرية التي تقود جهود حثيثة لإعادة نظام يرتكب جرائم حرب إلى الجامعة العربية بدلاً من التأكيد على طرده وفرض مزيد من العقوبات والعزلة الدولية ضده”.
وأضاف التقرير فإن تعهد الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ “الخط الأحمر” لا يصبُّ في صالح السوريين وحدهم بل هو خدمة للبشرية جمعاء وتعهد لكل سكان العالم بأن لا يشاهدوا أشخاصاً يقتلون خنقاً.
وأحصى التقرير ما لا يقل عن 191 هجوماً كيميائياً، وهي حصيلة استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الأسد منذ تعهد الرئيس باراك أوباما حتى نهاية حقبته الرئاسية في 20/ كانون الثاني/ 2017 أي أنه لم يحدث أي تغيير في عهد أوباما على حد تعبيرهم.
واعتبر التقرير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، كانت أكثر حزماً واتخذت خطوات أكثر جدية في ظل فشل مجلس الأمن الدولي في منع نظام الأسد من استخدام أسلحة دمار شامل وبالتالي تهديد الأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا الإطار ذكر التقرير أن نظام الأسد، وعلى مدى ثماني سنوات ارتكب جرائم وانتهاكات فظيعة بحق المدنيين السوريين، ولم يستجب لأي من مطالب لجنة التحقيق الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية، ولا مطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولا حتى قرارات مجلس الأمن، وكان يفترض بمجلس الأمن أن يتَّخذ تدابير جماعية ويتحرك بموجب المادتين 41 و42 من ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق استعرض التقرير حصيلة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وفقاً لتواريخ قرارات مجلس الأمن الدولي، التي بلغت ما لا يقل عن 217 هجوماً كيميائياً نفَّذها نظام الأسد منذ أول استخدام موثق للأسلحة الكيميائية في سوريا في 23/ كانون الأول/ 2012 حتى تشرين الأول/ 2019، نفَّذ النظام السوري ما لا يقل عن 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 في حين أنه نفَّذ 184 هجوماً بعد هذا القرار، منها 115 بعد القرار رقم 2209، و59 هجوماً بعد القرار رقم 2235.
وطبقاً للتقرير فقد تسببت الهجمات جميعها في مقتل ما لا يقل عن 1472 شخصاً، منهم1397 مدنياً، بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة، إضافة إلى 68 من مقاتلي الفصائل الثورية، و7 أسرى من قوات نظام الأسد كانوا في أحد سجون المعارضة.
أكد التقرير أن كلاً من لجنة التحقيق الدولية المستقلة وآلية التحقيق المشتركة ومنظمات دولية مثل هيومان رايتس ووتش، والعفو الدولية قد أثبتت مسؤولية نظام الأسد مرات عديدة عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
كما طالب التقرير الإدارة الأمريكية بالقيام بتحقيقات في حوادث إضافية لهجمات بالأسلحة الكيميائية قام بها نظام الأسد وفضح ممارساته وتعرية حلفائه مشيراً إلى الاتفاقية الموقعة بين الحكومة الأمريكية والشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي سيتم بموجبها تزويد الحكومة الأمريكية بالحوادث الموثقة في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وحثَّ التقرير الإدارة الأمريكية على الحفاظ على تعهد “الخط الأحمر” عبر استهداف القوات والمطارات التي لا تزال تستخدم أسلحة الدمار الشامل الكيميائية، وملاحقة القادة الذين أمروا تلك القوات باستخدام الأسلحة الكيميائية.
واختتم التقرير انه يجب على الولايات المتحدة الامريكية القضاء على ما تبقى من أسلحة كيميائية لدى نظام الأسد للتأكد من عدم استخدامها مرة أخرى.