ناسا تتوصل لخريطة جليد الماء تحت سطح المريخ
في بيانها الصادر يوم 10 ديسمبر/كانون الأول قالت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن الباحثين في مختبر الدفع النفاث التابع -وبالاستعانة بالبيانات الصادرة عن مركبتي استكشاف المريخ مارس ريكونيسانس أوربيتر ومارس أوديسي- تمكنوا من تحديد موقع جليد الماء الذي يحتمل أن يكون في متناول رواد الفضاء.
كما تمكنوا من وضع خريطة تكشف عن مواقع الجليد المحتملة تحت سطح كوكب المريخ، والتي ستحدد الموقع الذي سيهبط فيه أول رجل على سطح الكوكب الأحمر. وهو ما وصفته الوكالة بـ “خريطة الكنز” والذي تضمنته ورقة علمية جديدة نُشرت في مجلة جيوفيزيكال ريسيرش ليترز.
خريطة الكنز
كانت مركبة الفضاء الأميركية (فينيكس) قد تمكنت عام 2008 لأول مرة من العثور على خزانات جوفية ضخمة من المياه المجمدة على كوكب المريخ.
ووفقا للبيان الصادر عن وكالة ناسا الصادر مؤخرا، فإن الجديد أن الباحثين قد تمكنوا من توفير خريطة لتحديد الأماكن التي يعتقد أن جليد الماء يمكن أن يتوفر فيها، ويعتقد الباحثون أن يكون الجليد موجودا في بعض الأماكن على سطح المريخ على عمق لا يزيد على 2.5 سنتيمتر.
وبهذا الصدد يقول سيلفيان بيكو الخبير في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا والمؤلف الرئيسي للدراسة “إننا لن نحتاج إلى حفار للوصول إلى الجليد حيث يمكننا استخدام مجرفة”.
وأضاف “نحن مستمرون في جمع البيانات المتعلقة بالجليد المدفون تحت سطح المريخ، مع التركيز على أفضل الأماكن لرواد الفضاء”.
نحو أول رحلة مأهولة
بدأت محاولات البشر في إرسال البعثات الاستكشافية إلى المريخ منذ عام 1960، لكن حتى يومنا هذا لم يصل الإنسان بعد إلى المريخ في رحلة مأهولة لاستكشافه.
لكن ثمة برامج وخططا لدى وكالات الفضاء العالمية ومنها ناسا التي أعلنت في أوقات سابقة عن خططها للقيام بتوصيل البشر إلى المريخ عام 2030.
وفي هذا السياق، ذكر بيان ناسا الأخير أن لديها خططا كبيرة لإعادة رواد الفضاء إلى القمر عام 2024، واتخاذه نقطة انطلاق على طريق إرسال البشر إلى المريخ.
وبناء على هذه الخارطة التي تم توفيرها من قبل الباحثين في مختبر الدفع النفاث، فإن ناسا تطلق مفهوما جديدا “استخدام الموارد في الموقع” وهو عامل مهم في اختيار مواقع الهبوط البشرية على المريخ.
ومن ناحية أخرى، قال البيان الصادر عن ناسا إن الأقمار الاصطناعية التي تدور حول المريخ ضرورية في مساعدة العلماء على تحديد أفضل الأماكن لبناء أول محطة بحثية تابعة على المريخ.
والجدير بالذكر أن الماء ثقيل إذا ما تم نقله على متن الصواريخ، لذا فإن العثور عليه على سطح المريخ قد يساعد البشر على البقاء هناك، لكن نظرا لأن الكوكب لديه غلاف جوي رقيق، فإن معظم الماء الموجود على سطحه يتبخر بسرعة.
وبالتالي فإن تحديد احتياطيات الجليد ضروري لتمكين المهمات المأهولة إلى الكوكب، ويمكن أن يساعد في تحديد مواقع مشاريع مثل “مارس إكس” الذي خططت له شركة “سبيس أكس” ليكون قاعدة على المريخ.المصدر : الجزيرة