المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تُحمل نظام الأسد وروسيا مسؤولية نزوح 900 ألف شخص شمال سوريا
حملت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، نظام الأسد وداعميه مسؤولية نزوح نحو 900 ألف شخص، بينهم 500 ألف طفل مهددين بالموت، من إدلب وريفها، وأرياف تابعة لحلب، في غضون الشهرين الماضيين، بعد بدء نظام الأسد حملة عسكرية مسنودة بغارات جوية لا تتوقف بشكل يومي.
وقالت باشيليت في بيان صادرعنها: إن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا “يدعو للدهشة”، وتطرقت إلى تصعيد نظام الأسد والأطراف الداعمة له هجماته في محافظتي حلب وإدلب شمال غربي البلاد.
ولفتت إلى أن الهجمات البرية والجوية لنظام الأسد في الفترة بين 1 – 16 شباط/ فبراير الحالي، أودت بحياة 100 مدنيا على الأقل، 18 منهم من النساء، و35 من الأطفال.
ووصفت “باشيليت” استهداف النساء والأطفال “ممن يكافحون في أجواء البرد والصقيع بالخطوة الظالمة، مبينة أن الوضع الإنساني في المنطقة يدعو للدهشة، وأعربت عن خشيتها من مقتل المزيد من المدنيين في حال واصل نظام الأسد هجماته.
وسبق أن قال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة: إن الأزمة وصلت في شمال غرب سوريا إلى مستوى جديد مروع، مضيفا أن “900 ألف شخص نزحوا منذ الأول من ديسمبر، معظمهم من النساء والأطفال”.
وأوضح لوكوك أن النازحين “يعانون من صدمة، ويضطرون إلى النوم في الخارج في درجات حرارة متجمدة؛ لأن المخيمات ممتلئة، الأمهات يحرقن البلاستيك لإبقاء الأطفال دافئين. الأطفال الصغار يموتون بسبب البرد”.
وتضررت المرافق الصحية والمدارس والمناطق السكنية والمساجد والأسواق؛ بسبب العنف العشوائي في شمال غرب سوريا، فيما تم تعليق المدارس، وأغلقت العديد من المرافق الصحية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من خطر تفشي الأمراض، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت هنريتا فور المديرة التنفيذية لليونيسف في البيان منفصل، أمس الثلاثاء، لا تزال المذبحة في شمال غرب سوريا تلحق خسائر فادحة بالأطفال، الأطفال والعائلات محاصرون بين العنف والبرد القارس ونقص الغذاء والظروف المعيشية البائسة، لافتة إلى أن مثل هذا التجاهل الشديد لسلامة ورفاهية الأطفال والأسر هو أمر يجب ألّا يستمر.
وتضم إدلب وأجزاء من محافظة حلب المجاورة نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون أساسا من مناطق أخرى في البلاد. وتحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ملاذ للأشخاص الفارين أو أولئك الذين تم إجلاؤهم من مناطق أخرى كانت تخضع لسيطرة المعارضة، لكن وبعد شن قوات نظام الأسد مدعومة بغطاء جوي روسي هجومها على إدلب، لم يبق لهؤلاء مكان يهربون إليه. سوريا