أردوغان يطلقُ التحذير الأخير لقوّات الأسد.. وبيدرسن يدعو لوقف فوري لإطلاق النّار في إدلب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي صباح اليوم الأربعاء، إن المفاوضات مع الجانب الروسي فشلت حول إدلب، ونوجه التحذير الأخير لقوات الأسد لوقف هجماتها على المحافظة والتراجع إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية المتفق عليها في سوتشي.
وأضاف أردوغان أن “تركيا أعدت خطة عملياتها في إدلب، وأن العملية العسكرية ضد قوات نظام الأسد قد تبدأ ذات ليلة”.
وتابع “إصرارنا لم يفهمه نظام الأسد ومن يدعمه بعد، وسنحول إدلب إلى منطقة آمنة”.
وأكد الرئيس التركي أن “عملية إدلب باتت وشيكة ولن نترك المنطقة لنظام الأسد الذي لم يدرك بعد حزم بلادنا، نحن نطلق التحذيرات الأخيرة بشأن التطورات في إدلب وقمنا بجميع الاستعدادات لتنفيذ عمليتنا”.
من جهته أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم، في مقر البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، عدم نية بلاده الانسحاب من نقاط المراقبة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وأن أنقرة سترد بالمثل في حال تعرضها للاستهداف.
وأضاف خلوصي أكار، أن تركيا تمتلك الصلاحيات لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل تأمين وقف إطلاق النار، وذلك بصفتها دولة ضامنة بموجب المادة الخامسة من اتفاق سوتشي المبرمة مع روسيا وإيران.
وطالب أكار الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، بالالتزام بتعهداتها المتعلقة بسوريا، واتخاذ خطوات ملموسة لتجسيد مسؤولياتها هناك.
وأعلن الجيش التركي في وقتٍ سابقٍ اليوم بلدة “أوغلوبينار” المُطِلّة على شمال محافظة إدلب منطقة عسكرية يمنع اقتراب المدنيين منها.
وخلال جلسة مناقشة في مجلس الأمن حول الأوضاع شمال غرب سوريا
قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، خلال إحاطة بشأن الوضع في سوريا قدمها اليوم الأربعاء، إن على روسيا وتركيا لعب دور أساسي في خفض التصعيد بمحافظة إدلب، داعيا إلى احترام القانون الإنساني خلال العمليات العسكرية، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار بإدلب.
وقال بيدرسن: “على تركيا وروسيا، بصفتهما راعيتي خفض التصعيد في إدلب، الاضطلاع بدور أساسي لخفض التصعيد.. أشدد على ذلك في اتصالات رفيعة المستوى مع مسؤولين كبار من روسيا وإيران وتركيا.”
وأضاف غير بيدرسون: “العمليات العسكرية من جانب جميع الأطراف، يجب أن تراعي القانون الإنساني الدولي”، قائلاً: “شهدنا أخيرا اشتباكات بين القوات التركية وقوات نظام الأسد”، في وقت لفت إلى أن الأعمال القتالية تقترب من المناطق السكنية ونحو 900 ألف مدني نزحوا بسببها حتى الآن.
وأكد غير بيدرسون أن روسيا ضالعة في دعم قوات نظام الأسد، ولا يوجد تقدم في المساعي لوقف إطلاق النار شمال غربي سوريا أو في المسار السياسي، لافتاً إلى أنه “واصل جهودنا لتضييق هوة الخلاف من أجل استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.”
وتابع بالقول: “لدينا أمل في تسوية الخلافات ودعوة اللجنة إلى اجتماع في القريب العاجل، مشيرا إلى أنه اعتزم مواصلة الحوار مع نظام الأسد والمعارضة وكل الأطراف المعنية بالأزمة السورية”، ولفت إلى أنه “لا يوجد أي تقدم في ملف المفقودين وتبادل السجناء والمحتجزين.
من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن الكارثة الإنسانية شمال غربي سوريا تتفاقم ومعظم القتلى أطفال، لافتاً إلى أنه حتى نهاية هذا الأسبوع فر 160 ألف شخص من الأتارب ودارة عزة بحلب.
ولفت مارك لوكوك إلى أن لديهم تقارير عن رضع وأطفال صغار يلقون حتفهم أثناء فرار أسرهم من مناطق الصراع شمال سوريا، كما أكد تسجيل استهداف مخيمات عشوائية للنازحين بغارتين في سرمدا بريف إدلب، متحدثاً عن توقيف 72 مستشفى ومركزا صحي أنشطتها في شمال سوريا بسبب القصف والمعارك.
وأشار لوكوك إلى أنه يقدر الاحتياجات الطارئة للتدخل الإنساني في شمال سوريا بنحو 500 مليون دولار.
وقال المندوب التركي في الأمم المتحدة إن قوات بلاده ستضرب كافة الأهداف التي تهددها في إدلب، جاء ذلك في جلسة مناقشة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في شمال سوريا.
وأضاف المندوب التركي “لن نسحب جنودنا من نقاط المراقبة، ومن يجب عليه الانسحاب لغاية نهاية فبراير الجاري هو نظام الأسد”.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون إن “نظام الأسد يواصل مهاجمة شعبه والروس والأتراك يقتربون من الدخول في نزاع عسكري”.
وفي الأثناء، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، إن نظام الأسد وروسيا وإيران مسؤولون عن تصعيد إدلب وليس تركيا، لافتة إلى أن نظام الأسد وإيران وروسيا يتحدون القرارات الأممية في سوريا، مشددة على وجوب العمل مع الحلفاء لعزل نظام الأسد سياسياً واقتصادياً.
أما على الصعيد الإنساني
قال تحالف المنظمات الإنسانية “SNA”، في مؤتمر صحفي عقده التحالف اليوم الأربعاء، في مدينة إسطنبول التركية إن نحو مليون سوري نزحوا جراء عمليات نظام الأسد وحلفائه في إدلب، بينهم 81 بالمئة من النساء والأطفال.
وطالب تحالف المنظمات الإنسانية، بـاتخاذ إجراءات فورية لوقف التصعيد العسكري المستمر شمال غرب سوريا.
وقال هشام ديراني، من مؤسسة “بناء للتنمية”، بياناً باسم التحالف، أفاد فيه أن أكثر من 900 ألف مدني نزحوا جراء عمليات نظام الأسد وحلفائه في إدلب.
وأشار إلى أن 81 بالمئة من النازحين نساء وأطفال، مبينًا أن 280 ألف طفل في سن التعليم، وأن 185 ألف شخص بحاجة إلى مساعدة غذائية إضافية، و280 ألف بحاجة إلى مأوى بشكل طارئ.
وذكر أن مخيمات النازحين مكتظة، والمنازل المتوفرة للإيواء أصبحت نادرة جداً، وأن المدنيين ليس لديهم خيار سوى المبيت في العراء وتحت الأشجار، وقال بهذا الصدد: “يجب على العالم أن لا يسمح بإيذاء وقتل المدنيين أو تشريدهم، وأن يستيقظ ويوقف المذبحة في سوريا.”
ولفت إلى أن المنظمات الإنسانية “تواجه واحدة من أسوأ أزمات الحماية، وموجات نزوح هائلة لا يعرف المدنيون فيها إلى أين يذهبون ويتركون وراءهم كل ممتلكاتهم بحثا عن الأمان، ولكنهم يواجهون الموت بسبب الظروف الجوية القاسية ونقص الموارد أو القصف الذي يطولهم.”
وحول الاحتياجات العاجلة، قال ديراني، في البيان، إن التمويل المطلوب يزيد على 336 مليون دولار، والمتوفر فقط هو ما نسبته 20 بالمئة من التمويل.
وأوضح أنه يتوفر لدى الأمم المتحدة 70 مليون دولار، وهذا المبلغ قد يغطي الاستجابة الأساسية فقط، ولكنه لن يستطيع تغطية تدخل إنساني متكامل.
وناشد هشام ديراني قادة العالم والمانحين والسياسيين، بالعمل على وضع حد لانتهاكات نظام الأسد وحلفائه، ودعم المدنيين النازحين، ووقف الهجمات على المخيمات والمنشآت الإنسانية.
وخلال المؤتمر، تحدثت الطبيبة إكرام حبوش من داخل إدلب، عبر اتصال متلفز، تطرقت فيه إلى الأوضاع المأساوية في المدينة.
وقالت حبوش: إن إدلب تواجه الموت بأنواعه، وهناك ملايين الأشخاص يجلسون بالعراء المطلق دون مأوى.
وأضافت حبوش: أن أكثر ما يحلم به الناس جدار وسقف وخيمة”، مشيرةً إلى أن نظام الأسد يتقدم كل يوم، ما يخلف مئات الآلاف من النازحين.
وتابعت: “يصلنا أطفال يتجمدون بسبب خيامهم التي تغطيها الثلوج، إن الوضع الإنساني في إدلب لا يوصف والاستجابة من المنظمات الإنسانية محدودة.
وسبق أن حملت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، نظام الأسد وداعميه مسؤولية نزوح نحو 900 ألف شخص، بينهم 500 ألف طفل مهددين بالموت، من إدلب وريفها، وأرياف تابعة لحلب، في غضون الشهرين الماضيين، بعد بدء النظام حملة عسكرية مسنودة بغارات جوية لا تتوقف بشكل يومي.