كيف تتجنب ادارة نيوكاسل الجديدة الوقوع بالخطأ
تتوجه أنظار عشاق نادي نيوكاسل يونايتد لإنهاء صفقة انتقال ملكية النادي الى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية بشكل رسمي، حيث تأمل هذه الجماهير أن يعود الفريق الى سابق عهده مع المالك الجديد، بعد مسيرة سيئة مع المالك الحالي.
ورغم أن بعض الاعتراضات ظهرت في الساعات القليلة الماضية على هذه الصفقة، سنتخطى هذا الموضوع للحديث أكثر عن مستقبل النادي مع كل التوقعات التي تشير الى دفع الأموال بكمية كبيرة من أجل التعاقد مع لاعبين .
دخول السعودية الى نادي نيوكاسل هو بهدف الاستثمار في الكرة الإنجليزية، وعندما نقول استثمار يعني بأن صندوق الاستثمارات العامة سيضع خطة قصيرة، متوسطة وطويلة الأمد لقيادة النادي وبناء مستقبل باهر معه، ولا يمكن الاستفادة من هذا الاستثمار إلّا بإحراز الألقاب.
ولكن هنا تكمن المشكلة الكبيرة، الألقاب، فالاستعجال بالفوز بالألقاب قد يؤدي الى الفشل الكبير وصرف الأموال بطريقة عشوائية غير مدروسة، وهنا على إدارة نيوكاسل الجديدة التعلم من أخطاء أندية يمتلكها عرب، سبق وخاضت تجربة ولا تزال في الملاعب الأوروبية.
قد يكون من الممكن على إدارة نيوكاسل مثلاً التوقيع مع 11 لاعباً جديداً دفعة واحدة على غرار نادي ميلان عندما اشتراء رجل أعمال صيني منذ سنوات قليلة، ومن الممكن المضي بطريقة مانشستر سيتي او باريس سان جرمان بضم أفضل اللاعبين بأغلى الأسعار لمحاولة الفوز بالموسم الأول بالألقاب.
يكمن نجاح الكثير من الأندية الأوروبية من خلال اكاديمياتها والاعتماد على لاعبين صغار، على التجانس بين كل الفئات العمرية وصولاً الى الفريق الأول، على الاستراتيجية الموضوعة، الولاء للنادي أولاً واخيراً، وعلى الخبرة بشكل أساسي.
لا يمكن بناء خبرة بين الفريق الأول خلال أيام او أسابيع قليلة، بل هي بحاجة لجهد وعمل كبيرين لفترة طويلة لاكتساب الخبرة وبناء الكيمياء اللازمة للفوز بالألقاب، وهذا ما افتقره نادي باريس سان جرمان مثلاً في كل مرة يلعب فيها بدوري ابطال أوروبا.
ما ساعد باريس سان جرمان على الفوز بالألقاب سريعاً هو تواجده في دورٍ ضعيف نسبياً كالدوري الفرنسي، فمع غياب المنافسين الأقوياء، سيطر نادي العاصمة الفرنسية على البطولات المحلية.
في إنجلترا الأمر مختلف، وحتى لو أن نادي مانشستر سيتي مع الإدارة الإماراتية الجديدة لم يتأخر كثيراً لدخول نادي الأربعة الأوائل في إنجلترا، غير أنه خزينة النادي دفعت في الفترة الأولى الكثير من الأموال على لاعبين لم يكن لهم أي أهمية او قدرة على قيادة مشروع الفريق، قبل أن يصل النادي الى الاستقرار، ورغم ذلك يعاني الان من إيقاف لموسمين بسبب مخالفته لقوانين اللعب المالي النظيف.
وبالتالي، على نيوكاسل التعلم من أخطاء هذه الأندية والانطلاق من هنا، تجنب الوقوع في مشكلة اللعب المالي النظيف، تجنب التسرع في بناء فريقاً قوياً، وتجنب صرف الأموال شمالاً ويميناً على لاعبين لا قيمة لهم.
المهمة ستكون صعبة والتحدي كبير ولكننا تابعنا تطور مثير وبارز في الملف الرياضي في السعودية في عدة رياضات، وكان اخرها استضافة رالي دكار، ومن هنا نرى تجربة ناجحة مع نادي نيوكاسل.