بعد تهديد العبود.. روسيا تأمر بحذف مقابلة وتنفي مقالات
جاء تهديد “خالد العبود”، أحد أبواق النظام الإعلامية، بإحراق الساحل على رأس الروس، واعتبارهم محتلين، في مقالة كتبها على صفحته بعنوان “ماذا لو غضب الأسد”، ليضع النظام وأبواقه في ورطة جديدة أمام سيدهم “بوتين”، في وقت علق مغردون بأن “روسيا ترتعد خوفاً من تهديدات عبود”.
واعتبر متابعون لتهديدات “عبود”، ساخرين، أن روسيا سمعت التهديدات جيداً، وبدأت تتخذ الخطوات العملية للتراجع عن توجيه الانتقاد للنظام السوري، وأنها منعت في صحفها نشر أي تعليق أو مقال ضد “الأسد”.
واستدل هؤلاء، على تأكيد نظريتهم الساخرة، وأن روسيا أوعزت لعدم انتقاد الأسد، بما قامت به قناة “روسيا اليوم” من حذف مقابلة مع رجل الأعمال السوري، فراس نجل وزير الدفاع السوري السابق، مصطفى طلاس من دبي، الثلاثاء 5 أيار/ مايو الجاري، والتي أثارت ضجة كبيرة حين تحدث طلاس عن فساد عائلة مخلوف.
اللافت أن القناة حذفت المقابلة، الجمعة، وأشارت في موقعها إلى أنه “تقرر حذف المادة المتضمنة لمقابلة نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس لمخالفتها المعايير الرئيسية للمحطة ولورود معلومات لا تستند إلى حقائق مؤكدة”، كما حذفت المقابلة من جميع صفحات القناة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الحذف الذي اعتبره موالون للنظام تراجعاً روسيا، وتوقفاً عن توجيه الانتقاد للأسد، وأن روسيا بدأت فعلياً النظر في تصرفاتها بسوريا وتجاه الأسد بعد تهديدات “عبود”، وأثار بث المقابلة انتقادات الموالين للسلطة السورية واتهموا قناة “روسيا اليوم” بأنها معادية لسوريا “شعبا وجيشا وأسدا” على حد تعبير سفير سوريا السابق في الأردن بهجت سليمان.
وشرح طلاس خلال المقابلة، المحذوفة، تراكم الثروة في يد عائلة الأسد ودور خال الأسد في إدارة مشاريع وأموال. وقال إن الفساد في سوريا بدأ بعد حرب تشرين عام 1973 وتدفق الأموال الخليجية على الخزينة السورية تحت شعار دعم الصمود والتصدي، وبحسبه فإن محمد مخلوف استعان بخبراء من لبنان وبريطانيا، في تأسيس امبراطورية مالية استندت إلى مبيعات النفط.
ويرى طلاس أن الظهور المصور لرجل الأعمال رامي مخلوف، يؤشر إلى صراع لتقاسم الثروة بين أسرة بشار الأسد وعقيلته أسماء، وبين أسرة مخلوف التي ينبغي عليها التنازل عن جزء من ثروتها لصالح أسرة رئيس النظام، وتوقع طلاس اتساع الشرخ في النظام، وحذر من احتمال انقسام في القوات المسلحة، وفق مبدأ الولاء للجهة التي تدفع أكثر.
وبرز مؤخراً عبر الإعلام الروسي، جانباً من الانزعاج الروسي من شخصية “الأسد” الذي يصغي لإيران، ويحاول الالتفاف واللعب على الطرف الروسي، من خلال عدم التقيد ببعض التعليمات والملفات المتعلقة بالوضع في سوريا، وكانت روسيا نبهت الأسد مراراً لضرورة الابتعاد عن الجانب الإيراني الذي يسعى للتصعيد في سوريا لاسيما الشمال.
وكانت سلطت صحيفة “الشرق الأوسط” الضوء على الانتقاد الروسي الأخير إعلامياً للأسد ضمن سلسلة مقالات انتقدت الأخير بقوة أثارت نقاشات واسعة حول ما وُصف بأنه “تبدل في الموقف الروسي حيال الأسد”، في حين أكدت مصادر الصحيفة أنه “من السابق لأوانه الحديث عن تغيير أو تبدل في سياسة روسيا في سوريا”.
وذهب الموالون أن روسيا تراجعت أكثر وخافت من التهديدات الأسدية، حيث نفى المجلس الروسي للشؤون الدولية لـ “اندبندنت عربية” في اتصال هاتفي، ما تداولته بعض وسائل الإعلام العربي في الآونة الأخيرة، من أخبار وتقارير بشأن سوريا، وعن اتفاقات متعددة الطرف، وحتى تغييرات في التوجه الروسي هناك، وقالت أنها كلها فبركات لا أساس لها من الصحة.
وأوضح مسؤول تنفيذي في المجلس، ما تناقلته وسائل الإعلام ما هو إلا مقال رأي لسفير سابق منشور على الموقع الرسمي للمجلس ينتقد فيه أداء الحكومة السورية، وهذا الشيء ليس بجديد، فالدبلوماسي الروسي، الذي عمل في دول عربية عدة، يكرر دوماً انتقاداته وملاحظاته هذه في الشأن السوري، أما ما عدا ذلك مما قيل إنها تقارير للمجلس الروسي للشؤون الدولية فهي مجرد فبركات إعلامية”.
فهل فعلا روسيا خافت وارتعدت من التهديد الأسدية حسب ما يروج موالون للنظام، وهل روسيا فعلا تخاف من الأسد؟، الأيام القادمة ستوضح هذا الأمر بالتأكيد، فهل سيكون لموسكو رأي اخر
:مصدر كالات