ظاهرة نادرة.. كسوفان حلقيان خليجيان للشمس في أقل من ستة شهور
صبيحة يوم 21 يونيو/حزيران الجاري تشهد بلدان الخليج العربي وبعض دول العالم كسوفا شمسيا حلقيا هو الثاني على التوالي بعد الكسوف الحلقي الذي شهدته معظم هذه البلدان يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2019.
حدث نادر وخطير
كسوفان متتاليان من النوع نفسه وفي المنطقة ذاتها تقريبا في أقل من ستة شهور يُعد أمرا نادرا لم تشهده المنطقة منذ أكثر من 20 عاما.
الظاهرة جميلة وأخاذة، لكنها خطيرة على العين البشرية المجردة التي تنظر إليها من دون وسائط وقاية كالنظارات الكسوفية وفلاتر الترشيح المخفّضة للضوء.
ففي الوقت الذي شاهد فيه العالم العربي كسوف الشمس السابق وقت الشروق حيث كان الغلاف الجوي وبعض الغيوم التي علقت في السماء واقيا للعين من شديد أشعتها وخطيره، كان منظر شروقها مبهجا لكل من شاهده في الوطن العربي.
وقد بلغ عدد الذين استيقظوا من أجل مشاهدة ذلك الحدث بضعة آلاف تجمعوا في أماكن حددتها الجمعيات الفلكية المحلية لكل دولة، كما حدث على شاطئ كتارا بدولة قطر حيث اجتمع قرابة الألف بين نساء وأطفال وطلاب مدارس ليشاهدوا هذه الظاهرة النادرة.
الكسوف المقبل.. لا يفوتك
إن كان قد فاتك الكسوف السابق بسبب سفر أو نوم، فما عليك إلا أن تستعد لمشاهدة هذا الكسوف الذي يصادف يوم الأحد 21 يونيو/حزيران الحالي، حيث سيبدأ كسوف الشمس بعيد شروق الشمس بقليل.
يعبر الكسوف الحلقي جنوب صنعاء إحدى عاصمتين عربيتين قادما من القارة الأفريقية، تليها مدينة مسقط، وبعدها سيغادر الكسوف إلى شبه القارة الهندية مرورا بباكستان ثم الصين حيث ذروة الكسوف.
وتتراوح نسبة الكسوف في الوطن العربي بين كسوف حلقي يغطي 98.4% من قرص الشمس في مسقط، وكسوف جزئي يرى في أبعد عاصمة عربية شمالا وهي لبنان بنسبة 31.2%، وبين هذا وذاك سترى المدن العربية كسوفا بنسب مختلفة.
ويبدأ الكسوف الجزئي في مدينة الدوحة على سبيل المثال في تمام الساعة 7:12 ويبلغ ذروته في تمام الساعة 8:30 لينتهي كليا في تمام الساعة 10:02 بتوقيت مكة المكرمة. وبذلك يمتد هذا الكسوف لحوالي ساعتين و50 دقيقة.
يذكر أن هذا الكسوف يصادف يوم الانقلاب الصيفي حيث تكون الشمس وصلت أقصى ارتفاع لها شمال خط الاستواء وتستعد للعودة جنوبا بعيد منتصف الليل من اليوم نفسه في تمام الساعة 00:43.
وهذا يعني أن الصيف يكون في بداية أوجه بالنسبة لأهل النصف الشمالي للكرة الأرضية، أو بداية الشتاء بالنسبة لأهل جنوب الكرة الأرضية.
النظر الآمن.. ضرورة لا بد منها
المشترك في جميع مراحل الكسوف هو وجوب استخدام مرشحات ضوئية لأن النظر إلى الشمس المشرقة في فصل الصيف ليس ممكنا بالعين المجردة لانعدام وجود الغيوم إلا في حالات نادرة.
وينصح باستخدام النظارات المخصصة للكسوف، غير أن عدم توفرها لا يعني أن تضيع الفرصة أمامك، فيمكنك استخدام وسائل بصرية أخرى تخفض من أشعة الشمس، والمعيار في ذلك أن يظهر قرص الشمس بلا أشعة محاطا بظلام في هذا المرشح.
وفي حال عدم توفر أية وسيلة بصرية، ما عليك إلا أن تثقب ورقة ثقبا صغيرا وتعرّضها لأشعة الشمس لتنظر كيف تسقط صورتها مكسوفة على الأرض أو على الحائط بنفس شكلها في السماء، مع فارق أنها ستكون مقلوبة جانبيا حفاظا على مبدأ سير الأشعة بخطوط مستقيمة الذي وضعه عالم البصريات المسلم الحسن بن الهيثم.