خاص: في ذكرى تأسيس الدفاع المدني.. أهم التضحيات والخدمات التي قدمها
صادفت الذكرى السادسة لتأسيس الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، يوم الأحد، فقبل 6 سنوات، في 25 تشرين الأول 2014، اجتمعت كل الفرق التطوعية التي كانت تساعد المدنيين وشكلت منظمة “الدفاع المدني السوري”، ست سنوات ويقدم المتطوعون التضحيات لإنقاذ الأرواح.
وفي تصريح لفرش أونلاين يوضح فراس الخليفة عضو المكتب الإعلامي في المديرية الوسطى للدفاع المدني كيف كانت البداية لنشأة الدفاع المدني والخدمات التي يقدمها للمدنيين والتضحيات التي قدمها متطوعو الدفاع المدني، حيث قال: “لم تكن نشأة الدفاع المدني بالصورة المنظمة الذي هو عليه اليوم، لقد كانت بداية العمل بشكل مشتت وبشكل مبادرات مدنية مدفوعة بشغف إنجاح حلم التغيير الجذري الذي دعت إليه شعارات الحراك السلمي في سوريا”.
ويضيف فراس الخليفة عن الانتقال للعمل كمؤسسة واحدة، ” بدأت مناقشة موضوع توحيد هذه الجهود بطريقة رسمية أكثر لتصبح منظمة واحدة تكرس عملها في إنقاذ حياة الناس في سوريا، في 25 تشرين الأول عام 2014، حيث تم الاتفاق على تأسيس “الدفاع المدني السوري” مظلة وطنية لخدمة السوريين، ومع بداية عام 2015، أطلق اسم “الخوذ البيضاء” على “الدفاع المدني السوري، بعد اشتهار الخوذ التي يرتديها المتطوعون أثناء عمليات البحث والإنقاذ”.
وعن مناطق عمل الدفاع المدني يقول فراس خليفة: ” يسعى الدفاع المدني السوري لتقديم خدماته لكافة المدنيين في مناطق عمله المتواجد فيها الآن في شمال غربي سوريا، فمنذ تأسيس الدفاع المدني وحتى عام 2018 قدم المتطوعون خدماتهم لأغلب المحافظات، ولكن بعد سيطرة نظام الأسد على مناطق واسعة انحصر العمل في شمال غربي سوريا، وذلك بسبب التهديد المباشر للمتطوعين وسلامتهم الشخصية على كافة المستويات.
وأشار خليفة عن أعداد المتطوعين في صفوف الدفاع المدني، “تراوح عدد متطوعي الدفاع المدني من عام إلى آخر، حيث وصل عدد المتطوعين من بداية عام 2015 إلى عام 2017، إلى 4300 متطوع من بينهم 450 متطوعة، لكن بعدها نتيجة عمليات التهجير القصري التي طالت متطوعو الدفاع المدني مع المدنيين من جميع المحافظات السورية، تقلص عدد المتطوعين ليصبح نحو 3 آلاف متطوع بينهم 230 متطوعة من العنصر النسائي”.
وأردف عن تضحيات الدفاع المدني قائلاً: ” منذ تأسيس الدفاع المدني وحتى اليوم فقدنا 287 متطوعاً استشهدوا نتيجة الغارات المزدوجة على الفرق أثناء عملهم في عمليات البحث والإنقاذ للمدنيين، وأصيب أكثر من 855 متطوع”.
وذكر فراس أهم الخدمات التي تقدمها فرق الدفاع المدني قائلاً: ” يقوم الدفاع المدني بعمليات البحث والإنقاذ، ويتجاوز عدد المدنيين الذين تم إنقاذهم 122 ألف مدني، وبعد انتشار وباء كورونا في شمال غرب سوريا، بدأت فرق الدفاع المدني عمليات التطهير في الأماكن العامة والمنشآت الحيوية، إضافة إلى حملات التوعية من مخاطر فيروس كورونا وطرق الوقاية المتبعة”.
وأضاف، “الدفاع المدني هو جزء من خطة الطوارئ التي تم العمل عليها مع مديريات الصحة والمنظمات الطبية، وهي خطة متكاملة تشمل القطاع الطبي والتوعية وإجراءات الوقاية والتدريب وغيرها، وتم التنسيق مع القطاع الطبي لتجهيز سيارات الإسعاف ونقاط إخلاء المصابين بكورونا، وقام الدفاع المدني بتدريب فرق خاصة لدفن الوفيات بوباء كورونا،”، بالإضافة إلى الكثير من الخدمات التي يقدمها الدفاع المدني للمدنيين لا يسعنا ذكرها.
ونوه فراس خليفه أن الدفاع المدني يسعى لتأمين وسائل الحماية للكوادر الطبية والمتطوعين بعد إنشاء معمل مؤخراً لإنتاج الكمامات وصناعة الأقنعة البلاستيكية وبدلات الحماية.
وذكر فراس خليفة الصعوبات والتحديات التي تواجه الدفاع المدني، قائلاً: “يتمثل أكبر تحدي للدفاع المدني القصف المستمر الذي يستهدف المدن والبلدات، والغارات المزدوجة التي تقوم بها طائرات نظام الأسد وحليفه الروسي أثناء أعمال فرق الإنقاذ”.
وأضاف، “ونتيجة الانتشار الكبير والمتسارع لوباء كورونا في شمال غرب سوريا، ويبذل الدفاع المدني جهود كبيرة للتعامل مع هذا الوباء، ومسألة النزوح التي تعد من أصعب المآسي الإنسانية التي مرت على الشعب السوري وتشكل تحديات كبيرة سواء للدفاع المدني ولباقي العاملين في المجال الانساني”.
يحلم متطوعو الدفاع المدني السوري باليوم الذي ينتهي فيه عملهم في سحب الجثث من تحت ركام القصف وألا يروا الدماء والأشلاء للأبد، وأن يتحولوا لزراعة الأمل وتكريس جهودهم كلها لإعادة بناء سوريا، الوطن والمجتمع، والتي لا يمكن أن تنعم بسلام دائم إلا عندما يقدم جميع مرتكبي الهجمات ضد المدنيين إلى العدالة.