خاص: تصعيد إسرائيلي يستهدف تواجد إيران في سوريا
قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس الأربعاء، مواقع عسكرية تابعة لقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية في محيط العاصمة دمشق وفي محافظة القنيطرة جنوبي البلاد.
واستهدف الهجوم مقراً لقيادة الوحدة “840” التابعة لـ”فيلق القدس” (المليشيات الإيرانية) في منطقة “جبل المانع” جنوب دمشق، وشكلت إيران هذه الوحدة في سوريا حديثاً.
المحلل السياسي عبد الكريم العمر يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “تهدف إسرائيل من خلال تصعيده ضد ميليشيات إيران في سوريا، منع الأذرع الإيرانية من إعادة تموضع قواتها من جديد في سوريا، وبالتالي تهديد ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي”.
ووصف العمر التواجد الإيراني في سوريا بالشيء الطبيعي لإسرائيل، مضيفاً “إسرائيل قادرة تماماً على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن كل ما تريده هو إنهاك هذه المليشيات واستنزافها ما يجعلها غير قادرة تماماً على تهديد المناطق الحدودية التابعة لإسرائيل”.
ويضيف العمر “إن إسرائيل تعرف جيداً حجم التواجد الإيراني الكثيف في المناطق الجنوبية لسوريا، وتستطيع إنهاء هذا الوجود بشكل تام، بالخصوص مع توقيع اتفاقية روسية -إسرائيلية تنص على عدم تموضع القوات الإيرانية على مسافة 40km، بالقرب من الحدود الشمالية للاحتلال الإسرائيلي”.
ووصف العمر تصريحات المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن، بالتصريحاتِ “الروتينية”، مضيفاً “لم تكن إسرائيل لتقف مكتوفة اليدين لو كانت الميليشيات الإيرانية في سوريا تشكل خطراً حقيقياً عليها، بل كانت استهدفت إيران بالعمق”.
ومن جانبه قال رئيس نقابة المحامين السوريين في تركيا غزوان قرنفل في حديث خاص لفرش أونلاين: “الوضع على الحدود السورية الاسرائيلية آمن كما كان ولن يجرؤ نظام الاسد او حلفائه على تجاوز الخطوط الحمر بهذا الشأن، ولن تجد اسرائيل أفضل من الأسد ونظامه لضمان هذا الوضع الآمن في الجولان بدون اتفاقية سلام فعلي ومعلن”.
وأضاف قرنفل: “الضربات الاسرائيلية هي عملية تقليم اظافر للتواجد الايراني في سوريا، واسرائيل ليس لديها مشكلة في هذا التواجد إن اقتصرت وظيفته على حماية نظام الاسد”، مشيراً: “إسرائيل ليس لديها مشكلة في حماية نظام الاسد من قبل إيران ولكن عندما تقترب من حدودها أمر غير مرغوب به”.
وأوضح أن إيران لن تجرؤ على استهداف اسرائيل بأي قصف مهما كان حجمه ومستواه لأنها تدرك حينها أن الرد “سيعيدها للعصر الحجري”.
وقُتل عشرات القادة من ميليشيا “حزب الله” اللبناني عبر غارات جوية للطيران الإسرائيلي أو صواريخ موجهة عن بعد، إذ استهدفت طائرات الاحتلال في السنوات الأخيرة عشرات الاجتماعات بين قادة الميليشيات التابعة لإيران وضباط نظام الأسد.
وطالب المندوب الإسرائيلي جلعاد أردان في مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الفائت، باتخاذ خطوات جادة وصارمة تهدف للقضاء على التواجد الإيراني في سوريا.
وشنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية والصاروخية على سوريا منذ 2011، وقد استهدفت هذه الضربات مواقع عسكرية تابعة لقوات نظام الأسد المليشيات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” اللبناني.