أردوغان يطالب المجتمع الدولي وضع حد للإساءات باسم الحريات
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، المجتمع الدولي وضع حد للإساءات تحت مسمى الحريات قائلاً: “تحت عباءة حرية الصحافة تُمارس تصرفات قبيحة، وإن لم يوضع حدٌ لذلك فإن أوروبا والإنسانية ستدفع الثمن” على حد تعبيره.
وأضاف أردوغان: “النظام الذي لا يُعاقب المجرم والمسيء لا يمكن أن نصفه نظاما حراً، تبني بعض وسائل الإعلام لنهج معاداة الإسلام وكراهية الأجانب أمر مخجل”.
وأردف أردوغان: “ينبغي ألا تؤدي الرقمنة التي توسع نطاق الحرية إلى تهميش وخلق مظالم جديدة، وبصفتي سياسي أود التأكيد أنّ التكنولوجيا كأي شيء آخر في حياتنا، وظيفتها تسهيل حياة الإنسان، وستجلب الخير له إن رأت فيه وحدة مادية ومعنوية متكاملة”.
وأشار: “تركيا تسلط الضوء منذ فترة على هذه الانتهاكات، لا يوجد أي شخص أو شركة فوق القانون، في الأشهر الماضية أجبرنا من خلال قوانين جديدة شركات وسائل التواصل الاجتماعي، لوضع ممثلين لها في بلدنا”.
وقال أردوغان، أنّ الإجراءات التركية في تنظيم عمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف لحماية الأطفال بالدرجة الأولى وحقوق المواطنين بالدرجة الثانية، مشيراً: “يجب مسألة عدم وجود أي جهود للوقاية من الظلم الواقع في وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع الرئيس التركي أن أهمية إسماع جهود ومساعي دولة ما في الوقت الراهن للرأي العام العالمي، مبينا أنّ النجاحات التي حققتها تركيا على الصعيد الدولي إما أنها لا تأخذ مكانها بشكل عادل، أو يتم حرفها عن مسارها.
واستدرك قائلاً: “لا يمكننا القول إنّ وسائل الإعلام التقليدية فقدت تأثيرها بشكل كامل، ولكن لا يمكن إنكار أننا أمام واقع جديد، الخبراء بهذا المجال في نقاشاتهم بمنتدى تي آر تي وورلد، سيرسمون لنا آفاقا جديدة بهذا الخصوص”.
وانتقد الرئيس التركي ازدواجية المعايير في تعاطي وسائل إعلام حكومات غربية مع قضايا المنطقة ومع ما تشهده بلادهم من مظاهرات وعلى رأسها مظاهرات “ذوي السترات الصفراء” في فرنسا.
وأردف: “في الوقت ذاته يتم التغاضي إعلاميا عن مظاهرات السترات الصفراء التي استمرت لأسابيع عديدة في العاصمة الفرنسية، ولم يتم توجيه أي انتقاد لعنف الشرطة التي أعمت أعين المتظاهرين، ثم يقوم هؤلاء بإعطائنا دروسا في حرية الصحافة”.
وأوضح بهذا الخصوص قائلا: “إن قتل أطفال فلسطينيين يرفعون أيديهم وسط الطريق، لم يكن خبرا يستحق الذكر بالنسبة لمن يعتبرون أنفسهم وسائل إعلام مستقلة” حسب قوله.
وأضاف: “قبل عدة أيام تم إيقاف سيارة إسعاف تقل جريحا فلسطينيا، وتم اعتقاله، هذا الخبر لم يقابل بأي ردة فعل من قبل وسائل الإعلام العالمية”.
واستدرك: “كما لا أجد ضرورة للتطرق إلى العناوين الرئيسية المقززة للصحف التي تستهدفني شخصيا”.
وأكد أردوغان وجود مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق مؤسسة “تي آر تي”، وفي مقدمتها بوابة تركيا إلى العالم “تي آر تي وورلد” من خلال إسماع صوت المظلومين وتسليط الضوء عليهم.
المصدر: الاناضول