مصدر لفرش يوضح ملابسات حادثة بشري في لبنان
أدان “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” بشدة الاعتداءات التي تعرض لها عدد كبير من اللاجئين السوريين في بلدة بشرّي شمالي لبنان، عقب مقتل شاب من البلدة على يد أحد اللاجئين السوريين المقيمين فيها.
وقال المرصد، في بيان له، إنه “بعد الحادثة، اعتدى شبان من البلدة على عدد من اللاجئين السوريين، وأحرقوا عدة منازل يقيم فيها لاجئون سوريون، ما دفعهم إلى الهرب بشكل جماعي، حيث توجهوا إلى مدينة طرابلس شمالي لبنان، ليبيتوا ليلتهم في العراء والحدائق العامة والطرقات.
ودعا بيان المرصد السلطات اللبنانية إلى “حماية اللاجئين السوريين من العمليات الانتقامية”، مشدداً على أن جريمة القتل “فردية وتستوجب محاسبة القاتل وإنصاف عائلة الضحية، ولا يمكن القبول بأن تتحول ردة الفعل على جريمة فردية إلى عقاب جماعي بحق اللاجئين السوريين”.
وبحسب مصدر خاص لفرش أونلاين في لبنان:”في الـ 23 من شهر تشرين الثاني الجاري، قام شاب لبناني بالاقتراب من فيلا في قرية بشري يعمل فيها شاب سوريا كحارس، ولأسباب غير واضحة لهذا الوقت اشتبك الرجلان ما أدى لمقتل الأول، وعلى أثر الحادثة قام أهل القرية بحملات انتقامية ضد اللاجئين السوريين الذي قدِرَ عددهم بألف عامل”.
وينقسم الشارع اللبناني إلى شارعين في مواجهة مثل هذه الحوادث، يوضح المصدر خلال حديثه:” تنقسم لبنان إلى شارعين أساسين، الشارع الشعبي الذي يعاني ما يعانيه السوريين والذين يدين أي اعتداء على اللاجئين، والشارع الحزبي المسيس الذي يتبع لأحزاب مؤيدة لنظام الأسد وبالتالي يستهدف السوريين ويسعى لإعادتهم لمناطق سيطرة نظام الأسد”.
ويضيف المصدر:” تعاني شريحة كبيرة من الشعب اللبناني ما يعانيه السوريون في لبنان، وذلك نتيجة لتردي الوضع الاقتصادي وسعر صرف الليرة اللبنانية المرتفع وارتفاع الأسعار”.
وتابع المصدر:” تُستثمر هذه الحوادث من قبل الجهات الحزبية والسياسية التي تسعى وتضغط باستمرار لطرد اللاجئين السوريين من لبنان”.
وأكد المصدر أن المنظمات الإنسانية والمدنية لم تشارك إلا بتأمين عدد قليل من المهجرين من قرية بشري وإيوائهم، حيث قدرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، عدد العائلات المهجرة من قرية بشري بـ 250 عائلة فقط، بينما لفت المصدر لفرش أونلاين أن عدد العائلات المهجرة كان أكثر من 250، موضحاً أن المساعدة لم تقدم إلا لهذا العدد من العائلات.
وصورت قناة الـ MTV اللبنانية، موقع الحادثة حيث أظهرت جثة الشاب اللبناني ضمن الفيلا التي كان يعمل فيها الشاب السوري حارساً، متغافلةً عن سبب حادثة القتل، إذ أكد ناشطون لبنانيون أن الشاب المقتول مطلوب للقضاء اللبناني بأكثر من تهمة منها تهم التحرش.
ورجح المصدر أن يكون سبب الجريمة هو التحرش، ما دفع الأخير لقتله، واستشهد بذلك على موقع الجثة الذي كان بقرب السلالم وموقع الطلاق النارية التي استقرت بمعظمها في ظهر المقتول.
ولم تبدِ الحكومة اللبنانية موقفاً إيجابياً تجاه السوريين، إذ تخضع معظم مفاصلها لميليشيا حزب الله اللبناني الموالية لنظام الأسد، والتي بدورها تعمل ضد التواجد السوري في لبنان وتقف خلف معظم الحوادث العنصرية بحق اللاجئين في لبنان.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان من تضييق وممارسات عنصرية كبيرة بحقّهم على الصعيدين الرسمي والاجتماعي، حيث شهدت الفترة الماضية عدة حوادث كان أبرزها، قبل أشهر، حين رفض أحد المشافي استقبال شاب سوري سقط أثناء عمله لـ يفارق الحياة أمام باب المشفى، فضلاً عن حملات اعتقال تشنها السلطات اللبنانية بين صفوف اللاجئين بتهم مختلفة.