الدفاع المدني يوضح لفرش مخاطر ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي على مخيمات النازحين
يهدد ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي مخيمات النازحين الواقعة على ضفتيه والبلدات المجاورة له، نتيجة كثافة الهطولات المطرية التي نزلت على عموم الشمال السوري خلال الأسبوع الفائت.
وأوضح دريد حاج حمود الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمدينة جسر الشغور، عن مخاطر ارتفاع منسوب نهر العاصي لفرش أونلاين، “يمر نهر العاصي في المنطقة الجنوبية الغربية من الشمال السوري، في مناطق سهل الغاب وبلدة دركوش وجسر الشغور وريفها التي تضم بعض مخيمات النازحين بالقرب من مجراه مثل مخيم حمام الشيخ عيسى، بالتأكيد ارتفاع منسوب مياه النهر لن يؤثر على جميع سكان تلك المناطق بنفس المستوى”.
وأضاف:” في حال ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير وعدم فتح فتحات سد القرقور بشكل كامل سوف تغرق الأراضي الزراعية بالغاب الأوسط (قبل السد)، وهي منطقة شبه خالية من السكان المقيمين ولكن أهلها موجودون في الجوار يترددون إلى أراضيهم ويزرعونها، قد يتأثر ما يقارب 2500 ل 3000 نسمة بشكل غير مباشر (غرق أراضيهم) وخسارة محاصيلهم”.
وأردف: “وفي حال فتح السد وتصريف نسبة من المياه قد تتضرر بعض القرى الواقعة على مسار النهر وخصوصاً تلك الواقعة بين قرية القرقور ومدينة جسر الشغور وبمحيط دركوش (حيث تنخفض الأرض وتزداد فرص غمر المنازل بعدة قرى)، ويقدر عدد العائلات التي قد تضرر بمخيم حمام الشيخ عيسى بـ 50 عائلة، فيما تختلف نسبة الضرر المتوقعة في مدن دركوش وجسر الشغور بحسب ارتفاع المنسوب فكلما ترتفع كلما زاد عدد المتضررين”.
وذكر دريد حاج حمود، أن الدفاع المدني السوري أطلق تحذيرات للأهالي والنازحين من ارتفاع منسوب مياه النهر بسبب فتح بوابات سد القرقور، ودعاهم للابتعاد عن مجرى النهر لحين الانتهاء من تفريغ الفائض من مياه السد، لاسيما بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي، وأن هذا ما يحدث سنوياً ويصبح منسوب المياه عالٍ جداً.
وأضاف: “لم يكتفِ الدفاع المدني السوري بالتحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي فعمل المتطوعون على تحذير السكان بشكل مباشر، وبخصوص خطة الإخلاء فرقنا رفعت الجاهزية قبل إطلاق التحذيرات، وتم تجهيز فرق الغطس في المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد للاستجابة لأي طارئ، كما أن باقي فرق الدفاع المدني السوري جاهزة لأي طارئ أو مساعدة يحتاجها المدنيون”.
وتابع: “وجهت فرقنا عدة تحذيرات للأهالي بضرورة اخلاء الخيام القريبة من النهر وضرورة منع الأطفال من الاقتراب منه، كما حذرت الصيادين في المنطقة من خطورة الصيد بسبب قوة التيار”.
وأكد الحمود أن هناك ضرورة ملحة لإخلاء المخيمات القريبة من النهر، حيث أن موجة النزوح الأخيرة بعد الحملة العسكرية لنظام الأسد وروسيا أجبرت المدنيين على نصب خيامهم في أمكنة غير صالحة وخطرة.
وبين الحمود لفرش أونلاين أنه لا يوجد أماكن بديلة للنازحين للأسف بسبب الاكتظاظ في المخيمات، لاسيما في ظل الظروف الجوية وغرق عدد كبير من المخيمات في الشمال السوري.
وأوضح الحمود خطورة عدم فتح سد القرقور أو فتحه على المناطق المحيطة به وعلى المخيمات، حيث قال: “مسألة فتح السد وإغلاقه مرتبطة بعدة عوامل لا يوجد يوم محدد للفتح أو الإغلاق، ولكن في فصل الشتاء وبسبب غزارة الأمطار يتم فتح بعض البوابات، كما أن المسألة مرتبطة بهطول الأمطار في مناطق سيطرة قوات النظام على امتداد مجرى نهر العاصي، فعند فتح السدود في مناطق سيطرة نظام الأسد لابد من فتح سد القرقور أيضاً، فهي في فصل الشتاء ليست اختيارية بينما في فصل الصيف ترتبط بعملية الزراعة بشكل مباشر وبحاجة المزارعين، والدفاع المدني السوري لا يتدخل بفتح السد أو بإغلاقه”.
وتابع: “فخطورة عدم فتح السد قد تؤدي لانهياره وغمر مساحات كبيرة بسهل الغاب، كما أن الفتح بطريقة فجائية وأكثر من بوابة قد تسبب أضرار كبيرة على مدينة جسر الشغور وعلى دركوش”.
وكان قد أحصى فريق منسقو استجابة سوريا، الأضرار التي حلت بمخيمات النازحين خلال شهر كانون الثاني، في الشمال السوري المحرر، وبين الفريق “أن 403 مخيمات تضررت جراء العواصف المطرية التي تضرب المنطقة، حيث تضررت ضمنها 2761 خيمة بشكل كلي، و6554 خيمة بشكل جزئي، وبلغ وعدد النازحين المتضررين 123502، ووفاة طفل وإصابة أربعة آخرين بينهم نساء”.