الشبكة السورية: 3364 عاملاً من الكوادر الطبية لا يزالون قيد الاعتقال في سوريا
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم: إنّ “ما لا يقل عن 3 آلاف و364 مِن الكوادر الطبيّة والعاملين في الرعاية الصحيّة قيد الاعتقال/ الاختفاء القسري، منذ آذار 2011، معظمهم في سجون نظام الأسد”.
واستعرض التقرير حصيلة الاعتقال التعسفي والتعذيب بحق العاملين في مجال الرعاية الصحية على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى شباط/ 2021.
وسجل التقرير ما لا يقل عن 3364 من العاملين في قطاع الرعاية الصحية لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في سوريا، منذ آذار/ 2011 حتى شباط/ 2021، منهم 3329 بينهم 282 سيدة على يد قوات نظام الأسد، و5 بينهم 2 سيدة على يد تنظيم الدولة، و8 على يد هيئة تحرير الشام، و8 على يد المعارضة (الجيش الوطني)، و14 على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وأوردَ التقرير رسوماً بيانية تُظهر توزع حصيلة المعتقلين أو المختفين قسرياً من العاملين في قطاع الرعاية الصحية على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بحسب سنوات النزاع وبحسب المحافظات السورية، ووفقاً لاختصاصاتهم، وطبيعة موقع الاعتقال أيضاً.
وقد أظهر تحليل الرسوم البيانية أنَّ عام 2012 كان الأسوأ من حيث استهداف العاملين في قطاع الرعاية الصحية بعمليات الاعتقال، وكانت كلها على يد قوات نظام الأسد، تلاه عام 2013 ثم 2011 ثم 2014.
وأوضح أن الحصيلة الأعلى لحالات الاعتقال التعسفي كانت في محافظة دمشق تليها ريف دمشق ثم حمص ثم حلب، كما أن الفئة الأعلى من ضحايا الاعتقال أو الاختفاء القسري من العاملين في قطاع الرعاية الصحية كانت المدنيين المتدربين ثم الممرضين ثم الأطباء ثم الفنيين فالمسعفين.
كما أن حصيلة حالات اعتقال عمال الرعاية الصحية في أثناء عملهم في المنشآت الطبية جاءت في الدرجة الأولى وتشكل قرابة ربع الحصيلة الإجمالية، تلتها حصيلة من اعتقلوا في أثناء مرورهم على نقاط التفتيش، ثم في أثناء عمليات الدهم للمنازل والمناطق التي يقيمون أو يوجدون فيها.
كذلك وثّق تقرير الشبكة السوريّة مقتل ما لا يقل عن87 مِن العاملين في قطاع الرعاية الصحية بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، منذ آذار 2011 وحتى شباط 2021، بينهم 84 قتلوا على يد قوات نظام الأسد، و2 على يد الفصائل المعارضة، و1 على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وقال التقرير: إن “الاستهداف المتكرر على مدى عشر سنوات للمراكز والكوادر الطبية قد أنهك قدرة القطاع الصحي على التعامل مع جائحة كوفيد-19، وحمَّل نظام الأسد وحلفاءه المسؤولية الرئيسة عن الغالبية العظمى من تلك الانتهاكات”.
وأشار إلى الإهمال الصارخ في التعامل مع الجائحة، موضحاً أن حكومة نظام الأسد لم تتخذ إجراءات حقيقية وجادّة للحدِّ من تزاحم المواطنين للحصول على المواد الأساسية وفي ذلك مُخالفة صارخة لأبرز الإجراءات الاحترازية للوقاية من المرض.
وأضافَ: أنَّ “نظام الأسد لم يفكر في إطلاق سراح أي من الكوادر الطبية الـ 3329 المحتجزين لديه على الرغم من انقضاء عام على مرور الجائحة وظهور سلالات جديدة منها، وحاجة المجتمع السوري الجوهرية لجهودهم”.
وطالب التقرير مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات فورية للكشف عن مصير آلاف الكوادر الطبية المختفين قسرياً، وذلك استناداً إلى القرارات الصادرة عنه وفي مقدمتها القرارين رقم 2139 و2254، وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين في ارتكاب الانتهاكات بحق الكوادر الطبية.
وسبق أن وثّقت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان، في أيلول 2020، مقتل 857 مِن الكوادر الطبيّة واعتقال وإخفاء 3353 آخرين، منذ بدء الثورة السوريّة، منتصف آذار 2011، موضحةً أنّ قرابة 85% مِن حالات القتل والاعتقال والاختفاء القسري التي طالت الكوادر الطبيّة في سوريا كانت على يد نظام الأسد.