تقرير حقوقي روسي يؤكد ارتكاب موسكو جرائم حرب في سوريا
أصدرت عدة منظمات حقوقية روسية غير حكومية أول تقرير شامل لها عن الانتهاكات الروسية في سوريا وتورطها في جرائم حرب، حيث أدانت مشاركة موسكو المباشرة في القصف العشوائي للمدنيين، ودعمها استخدام نظام الأسد للتعذيب، منذ تدخلها العسكري هناك عام 2015.
ويهدف التقرير لإلقاء الضوء على موضوع ضحايا العمليات العسكرية الروسية، المحظور في وسائل الإعلام الموالية الكرملين، وتتناقض خلاصات التقرير مع خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقدّم جيشه على أنه يخوض معركة عادلة لإنقاذ سلطة بشار الأسد.
ويقول التقرير الذي أعدته بالأخص منظمة “مموريال”: إنّ “التدخل الروسي أدى إلى تغيير مسار الحرب على حساب العديد من الضحايا المدنيين، ويستند النص المؤلف من مئتي صفحة، إلى شهادات أكثر من 150 شخصاً حول الأحداث في سوريا”.
وقالت المنظمات: إنّ “الغالبية العظمى من محاورينا، لا يرون روسيا منقذةً، وإنّما قوة أجنبية هدّامة وقد ساعد تدخلها العسكري والسياسي في تمتين مجرم الحرب على رأس بلادهم”، ولفتت إلى أنّ “بعض الذين تحدثنا إليهم كشفوا أنهم هم أو أقاربهم كانوا ضحايا قصف روسي”.
وحث التقرير موسكو على إجراء تحقيقات مستقلة في شأن غارات قواتها الجوية في سوريا ودفع تعويضات للضحايا، كما تناول التقرير انتهاكات ارتكبها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لكنه أكد أن معظم الشهادات التي تم جمعها تتعلق “بانتهاكات على يد قوات نظام الأسد وحلفائها، وجماعات معارضة مسلحة”.
ويتهم التقرير الذي احتاج إعداده عامين، موسكو بانتهاكات بسبب غارات عشوائية على المدنيين أو بسبب دعم نظام متهم بارتكاب فظائع عديدة مثل استخدام الأسلحة الكيميائية أو سلاح الجوع ضد مدن محاصرة.
وبينما نفت روسيا مرارا لجوء سلطات نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، مستخدمة حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية نظام الأسد، يقول معدّو التقرير إنهم تحدثوا إلى ضحايا هجمات بالغاز.