“وائل العمر” من منقذ للمدنيين إلى ضحيَّة على يد الغدر
لم تكتفِ أيادي الغدر ووجوه الظلام باستهداف العسكريين وحاملي البنادق في وجه نظام الأسد، حتَّى طالت أصحاب القبَّعات البيضاء ذوو القلوب الكبيرة، والذين يشهد لهم ركام البيوت المستهدفة من قبل طائرات النظام وحليفه الروسي وأحجارها.
“وائل عمر العمر” شاب في أواخر العشرين من عمره من أبناء مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، مدير قسم التَّوعية في منظومة الدِّفاع المدني لمحافظة إدلب، وأحد عناصرها ورمز للأخلاق الحسنة والشهامة، سبَّاق إلى أماكن القصف والاستهداف مع رفاقه عناصر الدِّفاع المدني، ارتقى شهيداً جريحاً اليوم الأربعاء، على يد من لا يعرف من الأخلاق إلا اسمها، مجهول الهويَّة ومغيَّب الغاية.
هو واحد من أوائل المنشقِّين في مدينته كفرنبل، التحق في منظومة الدِّفاع المدني فور تأسيسها ليكون واحداً ممَّن حملوا عبء إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض، نعم سمُّوا بالقبعات البيضاء لتعكس صفاء نفوسهم ورقَّ قلوبهم.
“أحمد السلَّوم” أحد رفاق وائل وزميله في منظومة الدِّفاع المدني بمدينة كفرنبل: “وائل شاب خلوق مهذَّب، لا نذكره إلا والبسمة تملأ وجهه، والَّتي تعكس طيب قلبه ورضا نفسه، لا يتذمَّر أبداً رغم الضُّغوطات التي نمرُّ بها في بعض الأحيان نتيجة القصف الذي تتعرض له المنطقة من طائرات النظام أو حليفه الروسي، لا نقول إلا ما يرضي الله، إنَّا لله وإنا إليه راجعون”.
وكان شبَّان من مدينة “معرة مصرين” قد وجدوا الشهيد وائل مرمياً على أطراف المدينة بعد تعرضه لطلقين ناريين، أسعفوه فوراً إلى مشفى المدينة ليفارق الحياة فيها.
ويذكر أنَّ عناصر للدفاع المدني قد تعرضوا لعمليات تصفية متنوِّعة، كان آخرها حادثة استشهاد مجموعة من عناصر الدفاع المدني في مدينة سرمين بريف إدلب الشمالي في الثاني عشر من شهر آب الماضي.
تحرير: محمد السطيف