فرنسا والاتحاد الأوربي: تطبيع العلاقات مع نظام الأسد خط أحمر بالمطلق
أكدت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها اليوم الخميس، أن باريس والاتحاد الأوروبي تنظران بـ “كثير من التشكيك” لعملية إعادة العلاقات الجارية حالياً بين عدد من البلدان العربية ونظام الأسد.
وأوضحت الصحيفة، أنه بالرغم أن باريس كما تقول مصادرها، تنطلق من مبدأ أن الدول المعنية “سيدة قرارها”، فإنها في الوقت عينه لديها مآخذ وتحفظات في حين موقفها الخاص يعتبر أن تطبيع العلاقات مع دمشق “خط أحمر بالمطلق”.
ويكمن التحفظ الفرنسي -الأوروبي الأول في اعتبار أن الدول المطبّعة تقوم بهذه الخطوة بالغة الأهمية “من غير مقابل”، بمعنى أن نظام الأسد يستفيد من التطورات الجارية في علاقاته مع عدد من العواصم العربية، إلا أنه بالمقابل “لا يدفع أي ثمن” لما حصل ويحصل عليه.
وتقول باريس لمن يريد أن يسمع إنها لا تفرض رأيها، كما أنها لا تدعو هذا الطرف أو ذاك إلى أن يذهب في اتجاه التطبيع أو أن يبقى بعيداً عنه، بل تدعوه لاشتراط اجتياز هذه الخطوة بتلبية النظام شروطاً تراها الدول المعنية أساسية أو استراتيجية بالنسبة إليها ولمصلحتها الوطنية.
وتعتبر باريس ومعها الاتحاد الأوروبي، أن ما يصح على العلاقات الثنائية للأطراف الراغبة في التطبيع مع نظام الأسد، يصح أيضاً في ملف المقاربة العربية الجماعية، أي عملية عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.
وتعد باريس أن هذه الأوراق ذات أهمية بالغة ويتعين أن يكون لها دورها وتأثيرها على أداء النظام السوري، ومن الأمثلة على ذلك، أن التطبيع الأردني -السوري كان يتعين ربطه بملف اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية لجهة الحصول على ضمانات من دمشق حول كيفية التعاطي مع العائدين واحترام حقوقهم والتعاطي معهم وفق منطوق القانون الدولي، لا بل السماح لهم بالمغادرة.
وينظر الغرب عموماً (أميركياً وأوروبياً) إلى حركة التطبيع بسلبية، إلا أنه لا يقدِم على خطوات من شأنها وضع حد لها أو إبطاء سرعتها، ولذا؛ فإن الرأي السائد، أنها متواصلة رغم التحفظات المعروفة.
ولكن اللافت بالمقابل، أن الجهود التي قامت بها روسيا لدفع الغرب لإظهار الليونة إزاء النظام وحثه على المشاركة في عملية إعادة الإعمار لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة. وهذه العملية تحتاج انطلاقتها إلى أموال طائلة وظروف سياسية ملائمة عنوانها السير بالعملية السياسية. وفي الحالتين، لا يبدي حليفا النظام الرئيسيان (روسيا وإيران) رغبة أو قدرة على توفير شروطها وتحمل أعبائها؛ ولذا فإنها تراوح مكانها، وفق “الشرق الأوسط”.