الصحة العالميّة: الأمراض المزمنة سبب وفاة 75% من سكان سوريا
قالت حنان بلخي، المديرة الإقليميّة لمنظمة “الصحة العالميّة”، إنّ الأمراض المزمنة سبب رئيسي من أسباب وفيات ما يقارب 75 % في جميع أنحاء سوريا.
جاء ذلك في بيان نشرته المديرة، عقب لقائها مع مسؤولين في مناطق سيطرة نظام الأسد وشمال شرق سوريا، بيّنت فيه أن النظام الصحي في سوريا “لا يزال هشاً للغاية”، وأنّ 65% فقط من المشافي تعمل بالتزامن مع نقص حاد في الأدوات والمعدات.
وبحسب البلخي، فإنّ الصحّة في سوريا تتأثر بأكثر من مجرد نقص الموارد، بما فيها تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي وانعدام الأمن وتغيّر المناخ، وانعدام الأمن والنزوح والفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وأضافت البلخي في بيانها، أن عدد الأشخاص المحتاجين مذهل، حيث تتضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة والأمهات، وهذا يعني أنه مازال هناك جيوب من نقاط الضعف الحرجة موجودة في أجزاء كثيرة من البلاد.
ومما يزيد من تفاقم هذا الوضع الكارثي بالفعل، أن التوترات السياسية المتزايدة في المنطقة تهدد بمزيد من التصعيد في سوريا، وأنّ ما يقرب من نصف القوى العاملة في مجال الصحة، والتي تشكل العمود الفقري لأي نظام صحي، قد غادرت البلاد.
ولا تزال سوريا واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث يوجد أكثر من 7.2 مليون شخص نازح داخلياً. نتيجة للصراع الطويل والزلزال المأساوي الذي وقع في فبراير 2023.
كما تعاني المخيمات في البلاد، من صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب، وتفشي الكوليرا، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، والحصبة، والقمل، والجرب على مدى العامين الماضيين.
ووفقاً للمديرة، فإنه على الرغم من العمل الجاد الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية وشركاؤها لاستعادة الخدمات الصحية وإعادة تأهيلها، إلا أن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال محدودًا.
وعلى الرغم من مرور أكثر من عقد على الحرب والضغوط المتفاقمة والمتعددة الطبقات التي يواجهها الشعب السوري، فإن صموده وتصميمه رائعان. وستظل منظمة الصحة العالمية ملتزمة بدعمهم.
واختتمت المديرة بيانها في القول، إن الفشل في الاستثمار في صحة السكان لن يؤدي إلا إلى تعميق عدم الاستقرار في البلاد ويشكل تهديدات للأمن الإقليمي والعالمي، وإن أرواح الكثيرين معرضة للخطر، وتكاليف التقاعس عن العمل باهظة للغاية.