مشاهد تحبس الأنفاس.. إنقاذ 40 عالقا إثر اصطدام مقصورتي تلفريك بسماء لبنان
عاش نحو 40 شخصا في لبنان لحظات عصيبة، أمس الخميس، عندما توقف بهم التلفريك نتيجة عطل فني تسبب في تصادم مقصورتين ما أدى إلى توقف حركة الرحلات صعودا ونزولا في منطقة جونيه شمالي العاصمة بيروت.
وتمكنت فرق من الجيش اللبناني والدفاع المدني من التسلق لخطوط التلفريك من أجل سحب العالقين من المقصورات على ارتفاع 20 مترا من الأرض بواسطة الأسلاك المعلقة في الهواء وإنزالهم عبر سلّة معلّقة في رافعة.
وقال الأب ربيع الشويري، رجل دين مسيحي في اتّصال مع قناة “إم تي في” المحلية، إنّ طفليه وزوجته ظلوا عالقين نحو ساعة معه في المقصورة، وإنّ الحبل الذي يصل خليج جونيه بجبل حريصا انقطع، وهم عالقون على علوّ مرتفع وليس قرب المباني، ما يُصعّب عمليّة الإنقاذ”.
وقال رئيس بلدية جونية جوان حبيش لصحف محلية إنه “تم إخلاء الركاب المحتجزين بعدة طرق واستخدمت في عملية الإنقاذ مروحية عسكرية للجيش اللبناني ورافعات الدفاع المدني”.
وكشف مسؤول بإدارة التلفريك في تصريحات تلفزيونية أن “العطل أصاب عربتين وليست واحدة فقط، لافتًا إلى أنه ليس من المعروف الأسباب حيث يباشر فريق الصيانة إصلاح المشكلة الميكانيكية. تم إنزال العالقين بشكل طبيعي وآمن.. ولا مرة صارت بتاريخ تلفريك جونيه”.
من جانبه، علق وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي على حادثة تلفريك جونيه ـ الذي يعد من أشهر المعالم السياحية في لبنان ـ بقوله: “ما حصل هو دليل على التقصير وعدم الصيانة وأبطال الجيش والدفاع المدني والصليب الأحمر عملوا ببسالة لمعالجة الحادثة”.
وقالت وزارة الطاقة والمياه في بيان توضيحي صدر عن مكتبها الإعلامي، اليوم الجمعة، إنّ “صيانة التلفريك تتم من قبل الشركة المشغلة (شركة فرنسية) بشكل دوري وتجريه كبريات الشركات المتخصصة الأجنبية والمحلية وعلى أساسه يتحصل التلفريك على التأمين اللازم والضروري وهذا ما حصل بالفعل وتزود بعد ذلك مديرية الاستثمار في الوزارة بالتقارير ونتائجها”.
وأضافت: “كما أنّ فريقًا من مديرية الاستثمار في وزارة الطاقة والمياه قد كشف منذ أقل من شهرين على الموقع وتأكد من حصول الصيانة اللازمة من قبل الشركة المشغلة التي ينتهي عقدها في 2026”.
وتابعت: “وإذ تأسف الوزارة لما حصل بالأمس مع المواطنين الذين علقوا في التلفريك، فإنها تشكر الجهات الأمنية وكافة الذين ساعدوا في عمليات إنقاذ المواطنين الذين سلموا جميعًا. وهي تتمنّى أن لا تتكرّر هكذا حوادث. أمّا بالنسبة إلى من يريد نقل هذا المعلم إلى وزارة أخرى فهذا يحتاج إلى قانون في مجلس النواب”.
وختمت الوزارة بيانها مؤكدة أنّه “إذا تبيّن وجود أي تقصير أو إهمال من أي جهة -بعد إجرائها التحقيقات اللازمة- فهي لن تتوانى عن اتخاذ كل التدابير المطلوبة في ظل القوانين المرعية الإجراء لكنها بالمقابل لن تسمح بالاصطياد في المياه العكرة وإلقاء التهم جزافا وزورا”.
يذكر أنه تم افتتاح تلفريك جونيه عام 1965 حيث يبلغ ارتفاعه عند أعلى نقطة 550 مترا بينما يبلغ طوله 1570 مترا، وفي عام 2015 تعرض لعطل أدى لتوقف عمل المقصورات عن العمل لفترة وجيزة وعلق بها الأشخاص ثم عادت للعمل.