قوات الأسد تستمر بقصف مناطق منزوعة السلاح شمالي سوريا.. وتركيا تحذر روسيا وإيران من نسف مسار أستانا
استهدفت قوات نظام الأسد المتمركزة في قبيبات الهدى براجمات الصواريخ أحياءً سكنية في مدينة خان شيخون مساء اليوم دون ورود أنباء عن إصابات بشرية.
وأفاد مراسلنا، أن قوات الأسد المتمركزة في تل بزام قصفت محيط مدينة مورك بريف حماة الشمالي بقذائف المدفعية الثقيلة، على الرغم من تواجد نقاط المراقبة التركية في تلك المنطقة.
وأضاف، أن قرية معر كبة والصخر ووادي الدورات ومدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي تعرضت لقصف مكثف من قبل قوات نظام الأسد المتواجدة بذات الريف، واقتصرت الأضرار على الماديات.
وفي المقابل أعلنت كتيبة “صناع القرار” في بيان لها، عن تمكُّنها من قتل أكثر من 40 عنصراً لقوات نظام الأسد وجرح العشرات منهم في حاجز المصاصنة وحاجز قرب خربة المصاصنة في ريف حماة الشمالي.
وبحسب بيان فإن العملية جاءت رداً على قصف قوَّات الأسد للمدنيين في أرياف حماة وإدلب.
ومن جانبها اعترفت مواقع وصفحات موالية لنظام الأسد بمقتل العديد من الضباط والعناصر التابعين لها على ذات المحور بريف حماة.
في حين تداولت صفحات إعلامية عن هجوم عنيف للجيش الحر على مواقع قوات الاسد في جبل التركمان(قلعة3_قلعة4) ما تسبب في مقتل وجرح عدد من قوات الأخير بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف على مواقع الاشتباك والقرى القريبة منها.
وفي السياق، صد الجيش الحر اليوم الأحد، محاولة تسلل (قسد)، على مواقعه قرب مدينة حلب شمالي سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش السوري الوطني الرائد يوسف حمود إن عناصر من “قسد” حاولوا التسلل إلى قرية دير مشمش من مواقعهم القريبة عليها، حيث دارت اشتباكات بينهما دون وقوع خسائر بشرية أو مادية في صفوف “الجيش الوطني”.
من جانبه أعلن “جيش الإسلام” المنضوي حديثا في صفوف “الجيش الوطني” المرتبط بالحكومة السورية المؤقتة على حسابه الرسمي في “تويتر”، أن مقاتليه استجروا عناصر “قسد” إلى كمين نصبوه لهم قرب قرية دير مشمش، ما أسفر عن جرح عدد منهم وانسحابهم إلى مواقعهم.
في حين، قتل أربعة عناصر من (قسد)، بإطلاق نار في قرية شرق دير الزور شرقي سوريا.
وذكرت وسائل اعلامية، أن العناصر قتلوا بإطلاق النار عليهم بالأسلحة الخفيفة من قبل شخص كان يستقل دراجة نارية خلال تواجدهم قرب سوق قرية الرز شرقي دير الزور.
وعلى صعيد آخر، وثق فريق الاستجابة الدولية اليوم الأحد، عدد النازحين المدنيين من مدينة خان شيخون نتيجة القصف المكثف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بالإضافة لغارات الطيران الحربي لقوات الأسد.
وقال مدير الاستجابة الدولية لوسائل إعلامية: ” إن 88942 مدني معظمهم من النساء والأطفال نزحوا من مدينة خان شيخون نحو المناطق والمخيمات التي لا تتعرض للقصف، وأن عدد السكان قبل النزوح قرابة 104116 شخص من بينهم 23562 نازح من القرى المجاورة.
وبدوره قال المجلس المحلي لخان شيخون في بيان له ” إن عددًا كبيرًا من المدنيين لم يستطيعوا النزوح نتيجة أوضاعهم المادية السيئة، مناشدًا المنظمات الإنسانية والإغاثية بتقديم الدعم لهم”.
في حين، حمّلت الهيئة المدنية لمخيم الركبان جنوب شرق مدينة حمص، روسيا مسؤولية حصار المخيم لإجبار النازحين في على العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد.
وقالت “الهيئة المدنية” في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس والمنظمة العالمية لحقوق الإنسان، إن روسيا تمنع إدخال الغذاء والمحروقات، معتبرة ذلك “جريمة إبادة جماعية حسب القانون الدولي وتفوق بخطورتها استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وأضافت، أنها تحمّل روسيا ما يترتب على هذا الحصار من موت أو سوء الحالة العامة وتفاقم الأمراض لدى الأطفال والنساء والكبار بالسن.
سياسياً، أبلغت السلطات التركيّة “الجبهة الوطنية للتحرير” أن ترد على القصف المدفعي من قبل قوات نظام الأسد الذي يستهدف مدن وبلدات ريف إدلب المستمر منذ شهر كامل، حسب ما نقلت وكالة تركيا عاجل الإخبارية.
وأضافت، أن أنقرة كانت قد أخبرت الفصائل المقاتلة بالاستعداد ورفع الجاهزية والتحسب للأسوأ، مشيرة أنها تبذل جهدها مع الجانب الروسي من أجل إيقاف القصف، وتابعت أن المسؤولين الأتراك استبعدوا قيام أي عملية عسكرية برية لقوات نظام الأسد على إدلب، طالما كانت نقاط المراقبة التركية الـ 12 موجودة في إدلب.
ووجهت تركيا تحذيرات إلى كل من روسيا وإيران بخصوص ملف إدلب، كانت قد هددت من خلاله بانسحابها من مسار أستانة بشكل نهائي وأنها ستراجع قراراتها بخصوص عدد من الاتفاقيات بينها وبين الدولتين في حال عدم حفاظهما على اتفاق إدلب، وهو ما سيطيح بالمسار الذي بدأته تركيا مطلع عام 2017 مع روسيا وإيران على حساب مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وجاء الضوء الأخضر التركي للجيش الحر بالرد على قصف مدفعية قوات نظام الأسد، بعد فشل روسيا وإيران بوقف خروقات نظام الأسد لاتفاق سوتشي الذي أبرم بين تركيا وروسيا في 17 أيلول/سبتمبر الماضي.
وبعد أسبوعين من التصعيد العسكري لقوات نظام الأسد والميليشيات المرافقة له والقصف الصاروخي والمدفعي، حيث تركز قصفه على طريق حلب – دمشق الدولي، وبشكل خاص على مدينة خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب.
وفي السياق، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن إنهاء تركيا التحضيرات لعملية عسكرية في منطقة منبج وشرق نهر الفرات شمال سوريا، وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.
ونوه أكار: “لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك”.
وأوضح أكار أن تركيا ليس لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها، وفي مقدمتها سوريا والعراق، وتابع “لم نسمح على الإطلاق بإنشاء ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا، ولن نسمح بذلك أبداً”.
ومن جهةٍ أخرى، أعلن رئيس وزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّ الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقاه لمدةِ ثلاثِ ساعاتٍ في موسكو، لم يضع أيَّ قيودٍ على العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد التموضعِ الإيراني في سوريا.
وقال نتنياهو، إنّ السياسةَ الإسرائيلية التي تم نقلُها للجانب الروسي بوضوح، هي أنّ اسرائيل ستواصل العملَ في سوريا، وقد تم قَبولُ ذلك بتفهّم.