تصعيدٌ مستمرٌ لقوات نظام الأسد على المناطق المحررة شمالي سوريا.. ورئيس الأركان الإيراني محمد باقري يطالب القوَّات الأجنبيَّة بمغادرة الأراضي السوريَّة
جرح مدنيان اثنان، اليوم الإثنين، إثر استمرار قصف قوات نظام الأسد، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، المناطق المحررة شمالي سوريا.
وأفاد مراسل فرش أونلاين، أن قوات نظام الأسد المتركزة في قرية أبو عمر استهدفت معرة النعمان بعدد من الصواريخ العنقودية، ما أدى لإصابة مدني بجروح خفيفة نقل على إثرها إلى نقطة طبية قريبة.
في حين استهدفت قوات نظام الأسد المتمركزة في قرية الكريم أ بالمدفعية الثقيلة، قرية الحويز بريف حماة الغربي ما تسبب في جرح مدني، بالإضافة الى أضرار مادية كبيرة.
وأضاف، أن مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة وقرى تلمنس ومعرشورين، تعرضت لقصف مماثل من مواقع قوات الأسد في قريتي أبو عمر وأبو دالي إضافة إلى قرية قبيبات الهدى شمال حماة، واقتصرت الأضرار على المادية.
كما قصفت قوات نظام الأسد بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، مدينة كفرزيتا واللطامنة ومورك وبلدات الجنابرة ومعركبه بالريف الشمالي وبلدات وقرى قلعة المضيق والحويجة والتوينة والسرمانية والشريعة وجسر بيت الراس وخربة الناقوس والصهرية وباب الطاقة بريف حماة الغربي دون أنباء عن إصابات.
وبالمقابل تمكنت فصائل المعارضة من استهداف مجموعة من قوات الأسد بصاروخ تاو مضاد للدروع على جبهة المشاريع بسهل الغاب بالريف الغربي تمكنوا فيها من قتل وجرح عدد من العناصر.
كما استهدفت فصائل الجيش الحر مواقع قوات نظام الأسد في منطقة سد شعيلة بريف حلب دون أنباء عن حجم الخسائر في صفوف الأخير.
وعلى صعيد آخر، وثق منسقو الاستجابة السورية اليوم الاثنين، سقوط أكثر من 150 شهيداً نتيجة التصعيد العسكري الذي يقوم به نظام الأسد على أرياف حلب وإدلب وحماة.
وأوضح فريق منسقو الاستجابة السورية أن النظام استهدف ما لا يقل عن 89 نقطة في شمال غرب سورية، فيما بلغ عدد ضحايا القصف بين المدنيين أكثر من 150 شهيداً، بينهم 53 طفلًا.
وأضافوا أن قوات الأسد استهدفت 39 نقطة في محافظة إدلب، و34 نقطة في محافظة حماة، و16 نقطة في محافظة حلب، وذلك خلال الفترة بين 8 إلى 15 من آذار الحالي.
وفي السياق، عزز نظام الأسد قواته بمحيط مبنى سجن حماة المركزي وتهدد المعتقلين باقتحامه في حال رفضوا تسليم أنفسهم.
وأمهل مسؤولو قوات نظام الأسد المعتقلين 13 يوماً لتسليم السجن ودخول عناصر الشرطة والأمن السياسي إليه، ونقل عشرات الموقوفين بتهم سياسية إلى سجن صيدنايا لتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، حسب وسائل إعلامية.
وأبلغ الضباط الحاضرين المعتقلين عَبْر لجنة من الموقوفين القضائيين، عزمهم على دخول السجن والسيطرة عليه من الداخل ونقل 23 معتقلاً إلى صيدنايا لإعدامهم.
ورفض المعتقلين المطالب التي قدَّمها ضباط المخابرات لانعدام ثقتهم بقوات نظام الأسد الذي قد يقتحم السجن في أيّ لحظة، وناشدوا المنظمات الحقوقية والدولية بالتدخل لمنع ذلك المخطط.
كما تمركزت دوريات تابعة لمخابرات نظام الأسد، لحماية صنم حافظ الأسد، وذلك بعد أن تحوَّلت ساحة السادس من تشرين في مدينة درعا إلى ثكنة عسكرية.
وأفادت وسائل إعلامية أن قوات نظام الأسد بَنت محارس بالقرب من ساحة السادس من تشرين في مدينة درعا، حيث تناوبت الدوريات على حراسة الصنم قبل نشر المحارس في الساحة.
وفي السياق نشرت مصادر محلية صورا تظهر كتابات على الجدران في مدينة نوى تطالب بإسقاط النظام وبشار الأسد منها “يسقط الأسد” و “الهيئة السياسية لا تمثلنا”.
وفي سياق آخر، قتل عدد من عناصر ميليشيا “قسد” مساء أمس، بحوادث متفرقة بريف دير الزور الشرقي، في حين شيعت الميليشيا عدداً من عناصرها الذين قتلوا في المعارك الدائرة مع تنظيم “داعش”، الذي يتحصن في الجيب الأخير له في المنطقة.
وذكرت وسائل إعلامية أن عنصرين تابعين لـ “قسد” لقيا مصرعهما، إثر قيام شخص مجهول الهوية بإلقاء قنبلة يدوية على سيارة يستقلها عناصر مليشيا قسد في حي الحوامة بمدينة هجين بريف دير الزور الشرقي.
في حين ذكرت وسائل اعلامية، أن مليشيا قسد دخلت ميليشيات مخيم الباغوز شرق دير الزور من جهته الشمالية وسط تواصل المواجهات مع تنظم داعش.
وأضافت، أن معارك عنيفة تدور بين الطرفين في آخر معاقل تنظيم داعش شرق الفرات، ويشار إلى أن مخيم الباغوز لا تتجاوز مساحته نصف كيلو متر مربع وهو الرقعة الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في منطقة الجزيرة بريف دير الزور الشرقي.
سياسياً، دعا رئيس الأركان الإيراني محمد باقري القوات الأجنبية التي وصفها بـ “غير الشرعية” مغادرة الأراضي السورية فورا.
وأوضح باقري خلال زيارته إلى دمشق للمشاركة في اجتماع عسكري ثلاثي بين إيران وسوريا والعراق أن القوات المتواجدة في سوريا من دون التنسيق مع الحكومة في هذا البلد ستنسحب عاجلا أم آجلا، حسب وسائل إعلامية.
وأكد باقري على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من منطقة شرق الفرات، في إشارة إلى القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وتابع باقري مثلما يأتي التواجد الإيراني بدعوة رسمية من الحكومة السورية، فإن تواجد قوات سائر الدول يجب أيضا أن يكون من خلال التنسيق والإذن من الحكومة السورية، وعلى هذه القوات مغادرة هذه المناطق على وجه السرعة.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أمس الأحد، أنها لن تبقي 1000 جندي في سوريا، مؤكدة أنها ستبقي قوة قوامها 200 جندي فقط، وجاء ذلك بعد تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” أفادت فيه بنية الولايات المتحدة إبقاء ما يقارب 1000 جندي أمريكي في سوريا.
وقال باتريك رايدر المتحدث باسم مكتب رئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأمريكية في بيان له ” إنه لم يطرأ أي تغيير على خطة الانسحاب التي تم الإعلان عنها في شباط، والتي مازال “البنتاغون” ينفذها بناء على توصيات الرئيس دونالد ترامب”.
وتابع المتحدث “أن البنتاغون يواصل إجراء نقاش وتخطيط عسكري مفصل مع هيئة الأركان العامة التركية لمعالجة المخاوف الأمنية التركية على طول الحدود السورية”، في إشارة منه إلى أنه تمّ التوصل إلى نتائج مثمرة وأن تفاهماً في هذا الشأن قد يعلن في الأيام المقبلة.