قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن حملة شنتها السلطات اللبنانية على اللاجئين السوريين، أجبرت 5 آلاف عائلة على هدم منازلها، وذلك في ضغط لبناني جديد على اللاجئين للعودة إلى بلادهم.
وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن بلدة عرسال الحدودية بين لبنان وسوريا التي تؤوي الآلاف من اللاجئين السوريين، دخلت يوم الجمعة الماضي في سباق مع الزمن، حيث نفذ شباب من أهالي المخيم عملية هدم وتفكيك للمنازل المؤقتة.
لمسؤولون المحليون في عرسال قالوا إنهم ينفذون أمراً عسكرياً يطالب بهدم المباني الخرسانية التي أقامها اللاجئون السوريون قبل الأول من يوليو، حيث من المقرر بعد هذا التاريخ أن تأتي جرافات الجيش لتدمر كل مبنى فوق الأرض، ومن ثم كان لا بد للعائلات أن تقوم بهذا العمل وتنقذ ممتلكاتها.
وتعمل جمعية المعونة البريطانية وأيضاً مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، على نقل اللاجئين إلى مخيمات جديدة مصنوعة من الخشب والقماش المشمع، ولكن ضيق الوقت وقلة الموارد تجعل العملية غاية في الصعوبة، كما تقول الصحيفة.
ويضم لبنان نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الحرب عام 2011، حيث يشعر اللبنانيون بالخشية من أن يستوطن اللاجئون السوريون كما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين، لذا قررت السلطات اللبنانية عدم السماح بإقامة أي مخيمات رسمية للاجئين السوريين وحظرت عليهم بناء مساكن دائمة باستخدام الخرسانة.
وتركت عملية الهدم التي أمرت بها في عرسال خمسة آلاف أسرة وما لا يقل عن 15 ألف طفل بلا مأوى، وفقاً لمنظمة “إنقاذ الطفولة”.
وتقول “الغارديان” إن مشاعر من الكراهية والعداء للاجئين السوريين نمت خلال السنوات الماضية بين اللبنانيين، وهي آخذة بالارتفاع نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والحملة التي يقودها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي يريد أن يعيد السوريين إلى بلادهم.
ويصور باسيل نفسه كحامٍ للسكان في لبنان، ويرفع شعارات قومية وعنصرية حيث يُعتقد أن لديه طموحات لتولي رئاسة الجمهورية في ظل تدهور صحة الرئيس الحالي العماد ميشال عون.
وتصاعد الخطاب العدائي ضد السوريين وأدى إلى حوادث عنيفة، مثل هجوم متعمد على مستوطنة سورية بالقرب من مدينة دير القمر هذا الشهر أدى إلى نزوح 400 شخص.
وبعد ثماني سنوات من النفي في ظروف بائسة، يعبر الكثير من السوريين عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم، غير أن وكالات الإغاثة وجماعات حقوق الإنسان تقول إنه من دون حل سياسي للحرب أو ضمانات لسلامة العائدين، فإن البلاد لا تزال خطيرة للغاية بالنسبة لأي برنامج عودة واسع النطاق.
وتقول جويل باسول، مديرة الإعلام الإقليمي في منظمة أنقذوا الطفولة: “بينما لم تشهد أجزاء كثيرة من سوريا أي نزاع نشط بعدُ، فإن مساحات شاسعة من البلاد لا تزال تواجه دماراً غير مسبوق، هذا يعني أن العديد من اللاجئين ليس لديهم منازل للعودة أو الخدمات عندما يصلون إلى هناك”.
وتتابع باسول: “بالإضافة إلى ذلك يخشى الرجال التجنيد في القوات المسلحة السورية، وتشعر العديد من العائلات بالقلق بشأن الاعتقال والاحتجاز والسجن إذا عادوا”.
ونشر ناشطون عبر موقع “تويتر” مقاطع فيديو تبين المأساة التي يعيش فيها السوريون في مدينة عرسال.