الشرق الأوسط: لقاءات المسؤولين الأمريكيين والروس الأخيرة لم تأتِ بجديد حيال الملف السوري
كشفت مصادر مطلعة، عن نتائج لقاءين سياسي وعسكري، عقدا مؤخراً بين مسؤولين أمريكيين وروس رفيعي المستوى، وتناولا الملف السوري.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن الجانبين الأمريكي والروسي حققا اختراقاً لاستئناف الحوار بين البلدين واستمرار الحوار حول ملف المساعدات الإنسانية، وذلك على خلفية الاجتماع الذي عقد بين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرينتييف، بجنيف في الـ 15 من أيلول الحالي.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن تقرير دبلوماسي: “إن المسؤولين الروس عاتبوا المسؤولين الأمريكيين على عدة أمور تتعلق بسوريا، أبرزها عدم قيام الإدارة الأمريكية بتقديم إعفاءات من عقوبات قيصر، وعدم تخفيف الضغوطات على بشار الأسد، وعدم القيام بمنح موافقة للبنك الدولي لتمويل إصلاح خط الغاز العربي في سوريا”.
وأضافت الصحيفة، أن الوفد الروسي منزعج من بطء إيصال المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس بين قوات نظام الأسد والمعارضة، ولمح إلى أن بلاده لن تسمح بتمديد قرار إدخال تلك المساعدات عبر المعابر يعد انتهاء مهلة الستة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الأمريكي طلب من نظيره الروسي تسهيل وصول قوافل برنامج الغذاء العالمي إلى كافة السوريين ودفع نظام الأسد للانخراط في مسار العملية السياسية واللجنة الدستورية ووقف إطلاق شامل للنار في البلاد وإيقاف كافة العمليات العسكرية.
وقال دبلوماسي غربي لصحيفة الشرق الأوسط: “إن الأمريكيين شعروا بخيبة أمل من نتائج الاجتماع الذي لم يأتي بجديد بعد اعتقادهم بأن الجانب الروسي سيقدم شيئاً جديداً لطاولة المفاوضات، لكن لم يحصل ذلك”.
ولفت إلى وجود شعور لدى الجانب الأمريكي بأن الاجتماع يعتبر فرصة ضائعة لتحريك الملف السوري، وهناك شعور لديهم بأن الروس لو أرادوا تحريك العملية السياسية في سوريا لفعلوا لكنهم لا يفعلون ذلك، مشيراً أن تلك الأسباب جعلت الأمريكيين يقللون من أهمية الملف السوري.
وأشارت الصحيفة، أن الاجتماع الثاني الذي عُقد قرب هلسنكي، الأربعاء الماضي، بين رئيسي هيئة الأركان الروسي فاليري “غير اسيموف”، والأميركي مارك ميلي، تضمن تأكيد الطرفين على الالتزام باتفاق “منع الصدام” بين جيشيهما في سوريا، واستمرار تبادل المعلومات خلال عملياتهما ضد “الإرهاب” وتنظيم “داعش”، وتسير دوريات الجيشين بعضها قرب بعض شرق الفرات.
ولفتت الصحيفة، أن الولايات المتحدة جددت قرارها بإبقاء التواجد العسكري في شمال شرق سوريا وفي قاعدة التنف بعد الانسحاب من أفغانستان.
يذكر أنه اللقاءات التي جرت بين الجانبين الروسي والأمريكي للتباحث حول الملف السوري، تعتبر الأولى من نوعه منذ تسلم إدارة بايدن الرئاسة الأمريكية.