
قبل زيارة الشرع.. مصادر تركية تتحدث عن تفاهمات عسكرية “شفهية”
يزور الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة التركية أنقرة في 11 نيسان، في ثاني زيارة له خلال شهرين، وسط توقعات بإحراز تقدم في ملف التعاون العسكري والأمني بين الدولتين، إضافة إلى مناقشة قضايا اقتصادية.
وستشمل المحادثات وفقاً لقناة “سي إن إن ترك” إمكانية إنشاء قواعد عسكرية تركية داخل الأراضي السورية، ضمن اتفاق يجري العمل عليه منذ فترة بين أنقرة ودمشق، وأوضح مراسل الوكالة، أن “المصادر واضحة جداً، لكن لم يُحسم بعد موقع أو نطاق القواعد”، مع وجود “توقعات كبيرة بأن تُبرم اتفاقات شفهية على الأقل خلال هذه الزيارة”.
وأضافت القناة أن الزيارة ستبحث أيضاً مصير قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تُعد الذراع العسكرية لـ”لإدارة الذاتية”، وسط تقارير عن توجهها لحل نفسها والاندماج في الجيش السوري، في خطوة تمثل تحوّلاً استراتيجياً في خريطة النفوذ بشمالي وشمال شرقي البلاد.
ويعاني الاقتصاد السوري من انهيار متواصل منذ أكثر من 13 عاماً، ومن المتوقع أن تفتح هذه المحادثات الباب أمام بحث رفع العقوبات المفروضة على سوريا، إلى جانب دور محتمل لتركيا في جهود إعادة الإعمار.
وتأتي زيارة الشرع في سياق علاقات متسارعة بين أنقرة ودمشق منذ الإطاحة ببشار الأسد، وسط تحركات إقليمية ودولية لإعادة صياغة التوازنات في سوريا بعد سنوات من الصراع والحرب.
وفقاً للإيكونوميست، كثّف الجيش التركي في الأسابيع الماضية زياراته إلى القواعد الجوية داخل سوريا، وبدأ إعداد مخططات لتجهيز بعضها بمنظومات دفاع جوي ومسيرات مسلحة. برزت قاعدة T4 قرب تدمر كأبرز تلك المواقع، قبل أن تستهدفها غارات إسرائيلية في 2 نيسان، دمرت مدرجها ومنظومات الرادار، وطالت مواقع عسكرية أخرى في البلاد.
جاءت الضربات وسط تصاعد التوتر بين أنقرة وتل أبيب، وحذّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من تحوّل سوريا إلى منطقة نفوذ تركي، بينما توعّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس برد قاسٍ إذا سمحت دمشق بتمركز “قوات معادية لإسرائيل”.
في سياق متصل، نفت وزارة الدفاع التركية في بيان صحفي، صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن وجود محادثات مع إسرائيل بخصوص إنشاء خط لفض الاشتباك في سوريا، ووصفت هذه الأنباء بأنها “مغرضة وغير مستندة إلى مصادر رسمية”.
وكانت تقارير غربية، من بينها تقرير لموقع “ميدل إيست آي”، قد زعمت أن تركيا وإسرائيل تجريان محادثات تهدف إلى منع الاحتكاك العسكري بين قواتهما في سوريا عبر إنشاء خطوط لتفادي التصادم.
وأوردت هذه التقارير أن إسرائيل قد تكون منفتحة على وجود عسكري تركي في مناطق وسط سوريا، منها حماة وتدمر، ضمن ترتيبات منع التصادم، وذلك عقب استهداف قاعدة “T4” الجوية في حمص، والتي تخطط تركيا لإرسال فريق لإعادة تأهيلها.