ميليشيا “حزب الله” بين مساندة نظام الأسد وترويج المخدَّرات بين مواليه
منذ أن دخلت ميليشيا “حزب الله اللبناني” إلى سوريا لمساندة نظام البعث في إخماد الثورة السُّوريَّة وقمع المدنيين بشتَّى أنواع الأسلحة، وجدت هذه الميليشيا في المناطق الَّتي تسيطرُ عليها قوَّاتُ الأسد بيئةً ملائمةً لترويج المخدَّرات التي تقوم بزراعتها في جنوب لبنان، وتعد زراعة وتجارة المخدرات إحدى مصادر الدخل للميليشيا.
لم تعد التَّجارة بالمخدَّرات ظاهرةً سريَّة وخاصَّةً في جنوب ووسط سوريا، بل أصبحت بشكلٍ علانيٍّ بإشراف شبكةٍ مؤلَّفةٍ من عشرات العملاء الَّذين يتبعون بشكلٍ مباشرٍ “لحزب الله”، وتهدفُ هذه الشبكة لتمويل قوى الحزب في سوريا وإفساد الشباب.
ويشرفُ “حزب الله” على مجموعةٍ مؤلَّفةٍ من أكثر من 1500عميل، ومهمَّتهم الأولى هي بيع المواد المخدَّرة، حيث عشرات آلاف الهكتارات من المخدَّرات في أراضي جنوب لبنان معقلُ “حزب الله”، ويشرفُ عليها ضبَّاطٌ يأتمرون من حسن نصر الله ضمن حراسةٍ مشدَّدةٍ على مدار الوقت، وتنتجُ هذه المزارع ما يعادلُ 6 مليارات دولار سنويَّاً تدخلُ خزينة الحزب، حسب تقارير إعلامية.
وتستعينُ ميليشيا “حزب الله” ببعض الأشخاص في الداخل الفلسطيني، ممن يسمون “عرب إسرائيل”. وتعتمد أيضاً على أطفال يتم تهريبهم من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتمارس هذه الشبكات عملها، تحت إشراف فرع مختص تابع لحزب الله، بعيدًا عن أعين السلطات القانونية في العالم، بالتعاون مع أباطرة المخدرات، ويتقمص بعض أفراد هذه الشبكات أحيانًا هيئة شخصيات منتمية لحركة حماس، في الأماكن المعادية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وبدأت زراعةُ المواد المخدَّرة في مناطق “حزب الله” في لبنان عام 2006 بشكلٍ غير مسبوق، حيث عملت الميليشيات على ترويج هذه المواد في مدينة طرابلس وذلك لتدمير البنية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، حيث أن 70 بالمئة من مخدَّرات “الحشيش والهيرويين والكوكايين” في لبنان هي إنتاجٌ لبنانيٌّ محلي.
وتُزرع المخدرات في المناطق البقاعية الواقعة تحت سيطرة “حزب الله” و”حركة أمل”، كما أن قسمًا منها يزرع في مناطق الجنوب المحظور دخولها على قوى الأمن اللبنانية، ثم يجري تكريرها في مصافٍ يديرها عناصر من الحزب الذين يؤمنون عمليات توزيع 50 بالمئة منها في لبنان، والباقي يحاولون نقله إلى بعض الدول العربية والأوروبية وخصوصًا إلى إسرائيل لينقل منها إلى الخارج.