سيجارة (1) :
خاطرة
خرجَ منۡ بيتهِ بعدَ أن ارتشفَ نصفَ فنجان مخمليِّ اللونِ والنوعِ .
فتح بابَ سيارتهِ الفارهة ثم نظرَ يميناً وشمالاً منقلاً نظرهُ على أهلِ الحي البائسين الذينَ يبحثون عن بقعةِ دفءٍ بعد ليلةٍ مطيرة .
مشت السيارةُ ببطءٍ وهو بداخلها يلوي رأسَهُ بكلِّ الاتجاهات لا يأبهُ أحداً.
لم ينتبه أو أنه تغافلَ عن بقعةِ الماءِ أمامَه فرشقَ بها أحدَ المارةِ ولم يكلفۡ نفسَه عناءَ الاعتذارِ ظناً منه أنه على صواب .
عندما وصلَ إلى مكتبهِ المرتّب الذي يعودُ لإحدى المنظماتِ الخارجية أخرجَ حاسوبهُ الشخصي وجواله اللامعَ وبدأَ ينتقلُ من لعبةٍ لأخرى .
على طاولتهِ ثبّتَ علماً للثورة وخلفَها لوحةً كتبَ عليها : الثورةُ ستنتصر رغمَ الألم .
قبل نهاية الدوام أتاهُ موظفُ الرواتبِ وسلّمه راتبَهُ بالعملةِ الغربية .
عادَ إلى بيتِه ثم تناول غداءَه وخلدَ إلى نومٍ بريستيجي تعبيرا منه عن يوم قد تعبَ فيه ، وفي المساء فتحَ جوالَه يتصفحُ المواقعَ ثم كتبَ منشوراً وهو قابعٌ تحتَ طرفِ المدفأة الملتهبة قال فيه :
توحدوا أيها الخونة أيها “المجاهدون” تفرقكم يقتلنا .
أنتم سببُ فقرنا وسببُ ألمنا ….الخ .
ثم اتكأ مرددا :
ثورةٌ حتى النصر والنصرُ لن يأتي والقبضُ بالدولار والدينار لن يفنى … ثورةٌ حتى النصر ثورة حتى النصر .
فؤاد الحميدي أبو عمرو ( كفرنبل_إدلب)