الصدمة !!
في ساعات الفجر الأولى وعندما بدأت الشمس ترسل أشعتها للبدء بيوم جديد، كنت أنظر من نافذة غرفتي المحطمة إلى تلك الأشعة التي تقضي على آخر ذيول الليل المظلم، وكنت أتمنى لو أتمكن من استقبال تلك الأشعة والضوء القادم خارج أسوار جدران غرفتي الأربعة التي تروي بين ثناياها حكاية الألم والحزن العميق، فسابقاً كنت أتوجه يومياً إلى عملي الذي كنت أحبه كثيراً، ولكن في أحد الأيام الدافئة توجهت إلى عملي، وعندما وصلت واستغرقت في عملي، فجأة سمعت صوت انفجار ضخم، وتطايرت الأشياء من بين يدي وملأ الغبار المكان، ولكن سقط الصاروخ المدمر في مكان آخر.
طائرة حربية قطعت ذلك الهدوء لم يسقط الصاروخ فوقي بدأت أتسأل أين سقط يا ترى وأين مكان الانفجار؟؟
فوجدت نفسي أركضُ ومهرولة بسرعة باتجاه منزلي ويا لهول مصيبتي لم أجد منزلاً بل وجدت ركاماً، ولكن أين هم أحبابي تجمع الناس من حولي بكثافة، تسمرت في مكاني والدمار وخراب وحجارة محطمة تملأ المكان. ولم أستطع الحراك وأنا أرى الإسعاف والناس يقومون بنقل أشلاء أحبابي من مكان المنزل الذي كان منزلاً قبل سقوط الصاروخ ووضعها في أكياس بلاستيكية سوداء، وبعد هذا الموقف لم أجد نفسي إلا في المستشفى ولا أستطيع الحركة فقد أصبت بشلل رباعي على أثر الصدمة بعد أن رأيت أحبابي أشلاء ممزقة وها أنا على هذه الحال منذ أربع سنوات لا أغادر غرفتي التي أعيش فيها إلا نادراً …. هذه هي بلادي.
وفاء المحمد