ارتفاع حصيلة شهداء مجزرة إدلب.. وأردوغان: الدول الغربية والإسلامية لم تشعر بألم الشعب السوري الذي يقتل بالبراميل والصواريخ
ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان الروسي مساء أمس الأربعاء في مدينة ادلب إلى 22 شهيداً مدنياً بينهم خمسةُ أطفال، وأكثرُ من خمسين جريحاً، وذلك عقب استهدافِ طيرانِ العدوان الروسي، بعددٍ من الغارات الجويةِ السجنَ المركزيَّ ومشفى المحافظةِ وعدداً من المواقع داخلَ المدينة.
وأفاد مراسل فرش أون لاين، أنّ القصفَ أدى أيضاً لخروج مشفى المحافظةِ عن الخدمة، إضافةً لوقوع أضرارٍ ماديةٍ في مشفى الزراعةِ وسطَ عملياتِ إخلاءٍ للمرضى من المشافي فضلاً عن دمارٍ كبيرٍ بالبنية التحتية.
كما استهدفت قواتُ نظام الأسد، ليلةَ أمس، أطرافَ مدينةِ كفرنبل وبلدةَ حاس في الريف الجنوبيّ، بالصواريخ العنقودية، ما تسبب بحدوث أضرارٍ ماديةٍ كبيرةٍ، دون إصابات.
هذا وطال قصفٌ بقذائفِ المدفعيةِ وراجماتِ الصواريخِ، مدنَ وبلداتِ خان شيخون والتمانعة وسكيك ومعرة حرمة وكفرسجنة وتلمنس وجرجناز والتح، دون أنباء عن أضرار بشرية.
في حين تعرضت قرية الحويز وجسر بيت الراس بريف حماة الغربي، لقصف مكثف من قبل مدفعية قوات نظام الأسد، تسبب في أضرار مادية كبيرة.
وتتعرض محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب لقصف جوي ومدفعي وصاروخي متكرر من قبل قوات نظام الأسد وروسيا، ما يسفر عن شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
وفي السياق طالب بيانٌ صادرٌ عن منظمات المجتمعِ المدنيِّ الدولتَين الضامنتَين “تركيا وروسيا” لاتفاقيةِ وقفِ إطلاقِ النار، بالالتزام بتعهّداتِهما تُجاه المنطقةِ منزوعةِ السلاح في الشمال السوري.
وذكر البيانُ المشتركُ الصادرُ عن سبعٍ وستين منظمةً أنه يجب على المبعوثِ الخاصِّ للأمم المتحدة وفريقِه استخدامَ كلَّ السبُلِ للتأثير على الدبلوماسية الدوليةِ من أجل حمايةِ المدنيين في سوريا.
وفي السياق، فجر 5 عناصر من “داعش” على الأقل أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً على الأقل من قسد”، وإصابة آخرين بجروح، فيما قتل 16 عنصراً من التنظيم، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد المرصد، استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية في منطقة مزارع الباغوز بالريف الشرقي لدير الزور بين ميليشيا سوريا الديمقراطية وتنظيم “داعش”.
وأعلنت قسد التي تحاصر آخر جيب للتنظيم” شرق سوريا، أنها تقدمت داخل الجيب بعد اشتباكات وضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت وكالة رويترز، إن عشرات الأشخاص بينهم مقاتلون من تنظيم داعش ونساء وأطفال استسلموا إلى ميليشيا سوريا الديموقراطية قسد اليوم الخميس في آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا.
وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس هيئة التفاوض العليا السورية نصر الحريري، أن الهيئة تتواصل مع الجانب التركي بشأن القصف الهمجي من قوات نظام الأسد وحلفائه على مدينة إدلب.
وأكد الحريري أن الهيئة طالبت مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتحرك سريعًا لوقف المجازر والكارثة الإنسانية، وأنها تتواصل مع الجانب التركي كدولة ضامنة في المنطقة.
وقال الحريري إن “ما يحدث في إدلب أقل ما يقال فيه أنه فظيع، إذ يتم استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا ضد المدنيين والمجازر تتكرر يوميًا”.
في حين، أقرت قوات العدوان الروسي المتواجدة في محافظة درعا، أول تدبير عسكري حتى الآن وذلك بعد جمع عناصر الفرقة الرابعة على أطراف مدينة طفس بالريف الغربي للمحافظة.
حيث قامت الشرطة العسكرية الروسية بنشر دورياتها داخل مدينة طفس وعلى أطرافها، تحسباً لأي عملية اقتحام من قبل قوات نظام الأسد عليها.
وجاءت تحركات روسيا بعد اجتماع أجرته مع قادات فصائل الجيش الحر المتواجدة في المنطقة، بعد أن هددت قوات نظام الأسد باقتحام البلدة.
سياسياً، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس، على تصعيد قوات نظام الأسد وحلفائها الروس على إدلب والمناطق المحرَّرة.
وقال أردوغان في تغريدةٍ عبر حسابه على تويتر باللغة العربية: “إن الدول الغربية وبعض الدول الإسلامية لم تشعر بألم الشعب السوري الذي يقتل بالبراميل المتفجرة والصواريخ”.
وبدوره قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو اليوم الخميس، إن مسار أستانة حقق مساهمات ملموسة في خفض العنف وتقدم العملية السياسية بسوريا، وإن تشكيل اللجنة الدستورية بات في المرحلة الأخيرة بفضل الجهود المشتركة.
وأضاف، أوغلو إلى أن إيجاد حل للحرب المستمرة في سوريا منذ 8 أعوام، يجب أن يكون الهدف الرئيسي للمجتمع الدولي. وأكّد أن تركيا تساهم في الحل السياسي عبر مسار أستانة، وسط تنسيق تام مع الأمم المتحدة.
وتابع: قائلا “مسار أستانة الذي يعد مكملا لمباحثات جنيف، قدّم مساهمات ملموسة في خفض العنف وتقدّم العملية السياسية. ونتيجة جهود الدول المشتركة، فقد تم الوصول إلى المرحلة الأخيرة في تشكيل اللجنة الدستورية”.
ولفت الوزير التركي إلى أن اتفاق “خفض التصعيد” في منطقة إدلب، حقق نجاحًا في منع حدوث مأساة إنسانية جديدة، والحيلولة دون موجة هجرة جديدة تجاه تركيا وأوروبا.
وشدّد على أن تركيا ملتزمة باتفاق إدلب رغم جميع الاستفزازات، ومصممة على حماية الهدوء في المنطقة.
وفي السياق بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مع نظيره الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، التطورات الأخيرة في سوريا، وقضايا تخص العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الدفاع.
جاء ذلك في اتصال هاتفي جرى بين أكار وشاناهان، اليوم الخميس، وذلك حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية. وقالت الوزارة إن أكار بحث مع شاناهان التطورات الأخيرة في سوريا، وقضايا تخص العلاقات الثنائية في مجال الدفاع.
في حين، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع التركية “ناديدة شبنم أقطوب” اليوم الخميس، بأن مباحثات تجري مع روسيا، لتسيير دوريات مشتركة، لمنع هجـمات عناصر “ميليشيا الوحدات الكردية”، انطلاقا من بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها الميليشيا بريف حلب
وقالت المتحدثة أن الجيش التركي سيواصل القيام بالرد اللازم على هجـمات الإرهابيين التي مصدرها من تل رفعت، في إطار حق الدفاع المشروع الدفاع عن النفس.
وبشأن الوضع في منطقة خفض التوتر في إدلب، قالت المتحدثة “جهودنا متواصلة بنجاح لتنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب بالتنسيق مع روسيا رغم الاستفـزازات”.