الرئاسة التركية تعلّق على المباحثات مع الروس حول ملف إدلب.. والأمم المتحدة: أزمة إدلب بلغت مستوى مرعبا لأكبر كارثة إنسانية في القرن 21
علَّق المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، على المباحثات بين تركيا وروسيا في موسكو خلال اليومين الماضيين، إلى جانب المستجدات داخل محافظة إدلب.
وقال قالن: “لم تسفر محادثاتنا بموسكو بشأن إدلب عن أي نتيجة مرضية ورفضنا الخريطة والبنود التي قُدِّمت لنا”.
وأضاف: أن “مسألة إدلب ليست قضيتنا وحدنا، ومشكلة تدفق اللاجئين لن تؤثر على تركيا فقط”.
وأردف: “فتحنا حدودنا وقلوبنا للاجئين وقدمنا لهم ما نستطيع، لكن لا يمكن قبول صمت العالم الذي يتحمل المسؤولية أيضاً”.
وأكدت الرئاسة التركية: أن “مواقع نقاط المراقبة العسكرية التركية في إدلب لن تتغير، وتوجهنا الأساسي في إدلب هو الرجوع للوضع قبل قمة سوتشي”.
وقالت: “سنواصل إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب لحماية المدنيين فيها”، مضيفتاً: أنه “في حال تعرض جنودنا في إدلب لأي هجوم، سنرد بأشد الطرق كما فعلنا مؤخرا”.
وأشارت: “لا نقول بأن على الناتو أن يأتي ويحارب في إدلب لكن نريد طرفا يطبق نداء الأمم المتحدة”.
وكانت قد انتهت اليوم الثلاثاء، مباحثات الوفدين التركي والروسي في العاصمة موسكو بشأن الوضع في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
واستغرق الاجتماع الذي جرى بشكل مغلق بين الجانبين قرابة الساعتين في مقر وزارة الخارجية الروسية.
وغادر الوفد التركي العاصمة الروسية، عقب انتهاء الاجتماع الذي شارك فيه دبلوماسيون ومسؤولون عسكريون من الاستخبارات.
من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الثلاثاء: بأنه “إذا لم تتوصل روسيا وتركيا لنتائج في مباحثات موسكو حول إدلب، فمن الممكن عقد لقاء على مستوى رئيسي البلدين خلال الأيام المقبلة”.
فيما دعت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند، اليوم الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي لممارسة ضغط على نظام الأسد، فيما وصفت هجمات الأخير على إدلب بأنها “مرعبة”.
جاء ذلك في تصريح نشرته عبر حسابها على فيسبوك، عقب مشاركتها في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وأكدت ليند على ضرورة الضغط على نظام الأسد لوقف هجماته، مشيرة أن نحو مليون مدني تركوا مناطقهم بسبب الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين وحتى المستشفيات.
وقالت بهذا الخصوص: “ينبغي زيادة الضغط على نظام الأسد، والمطالبة بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى الناس”.
في سياق آخر قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك: إن “الأزمة المتواصلة في إدلب بلغت مستوى مرعبا، مجدداً دعوة الأمم المتحدة، لوقف لإطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، التي تشهد أكبر كارثة إنسانية في القرن 21”.
قال لوكوك في بيان: “لا يمكن الحيلولة دون أكبر كارثة إنسانية في القرن 21 إلا بترك أعضاء مجلس الأمن والدول ذات النفوذ لمصالحها الفردية جانبا، واتخاذ خطوة إنسانية مشتركة، والخيار الوحيد هو وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أنه منذ كانون الأول الماضي وحتى اليوم، بلغ عدد النازحين السوريين جراء الاشتباكات والهجمات 900 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وأشار إلى معاناة النازحين في ظل البرد القارس؛ نتيجة لعدم قدرة المخيمات على استيعاب أعداد إضافية من النازحين، ولفت إلى أن الهجمات العشوائية تستهدف المستشفيات والمدارس ودور العبادة والأسواق
يأتي ذلك في وقت تشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من نظام الأسد والميليشيات الموالية له، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم لنظام الأسد لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم.
يُذكر أن تركيا أعلنت خلال الأيام الماضية أكثر من مرة على عزمها طرد قوات نظام الأسد إلى خارج حدود اتفاق سوتشي قبل نهاية شهر شباط، وذلك بالقوة في حال لم ينسحب من تلقاء نفسه.