الغارديان: القصور الذي يعاني منه المجتمع الدولي سمح ببقاء بشار الأسد في الحكم
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في مقالة لها، إن “المجتمع الدولي سمح ببقاء بشار الأسد في الحكم، رغم أن لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، رصدت عشرات الجرائم بأدلة وشهادات ووثائق، تتعلق بعشرات الآلاف من المدنيين الذي اختفوا قسراً، أو تم تعذيبهم أو قتلوا”.
وأوضحت الصحيفة أن بشار الأسد “حوّل بلده إلى مقبرة، قُتل مئات الآلاف من الأشخاص، كما أُجبر ملايين آخرون على الفرار، جرائم مروعة.. جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتشار التعذيب والقصف العشوائي والهجمات الكيماوية ارتُكبت باسمه وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا”.
واعتبرت “الغارديان” أن بقاء بشار الأسد في السلطة يكمن في “القصور الذي يعاني منه المجتمع الدولي، وهو ما جعل التعامل مع الصراع في سوريا انتقائياً، وبإهمال، بينما دفع السوريون ثمن خضوعهم لسلطة استبدادية وحشية”.
وأشارت أن الأمم المتحدة والمنظمات الأوروبية “جمعت كماً هائلاً من الأدلة، ولكن لم يتم التصرف بناءً عليها بشكل منهجي، حيث يستمر طغيان بشار الأسد مستمر بلا رادع”، كما ذكرت أن “العديد من العوامل الأخرى أبقت نظامه في السلطة”، “الأول هو رفض القوى الغربية التدخل بالقوة”، إضافة إلى “روسيا وإيران”، وكذلك “الفوضى”.
وطالبت الصحيفة بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه المأساة الرهيبة التي يعيشها السوريون، والتي تضرب بحقوق الإنسان والقيم العالمية عرض الحائط.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن “الهدف هو العدالة لجميع من قُتلوا والأحياء الذين يعيشون مأساة، حيث جرائم بشار الأسد المروعة تتطلب تقديمه للمحاكمة، حتى تنتهي الحرب السورية”.
واتهمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، في 13 آذار الحالي، نظام الأسد بارتكاب العديد من الانتهاكات، التي تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ودعا المحققون الدوليون، الذي قدّموا مؤخّراً تقريرهم حول سوريا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى تحرك دولي أكبر لإنهاء الإفلات من العقاب السائد في سوريا، والذي يعيق الجهود المبذولة لإيجاد سلام دائم في الصراع المستمر منذ عقد في البلاد.