انتشار متسارع لمرض “اللشمانيا” في منطقة “نبع السلام” ودعوات محلية لتوفير العلاج
تشهد عدة قرى وبلدات في منطقة “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني والقوات التركية، ارتفاعاً كبيراً بأعداد الإصابات بمرض “اللشمانيا”.
وتتركز غالبية الإصابات في مدينة تل أبيض وبلدة “سلوك” شمالي الرقة، ومدينة “رأس العين” غربي الحسكة، الأمر الذي دفع الأهالي إلى إطلاق نداءات استغاثة ومبادراتٍ لتوفير العلاج للمصابين.
وقال “مهنا المحمد” أحد القائمين على المبادرة، “إن الإصابات بمرض اللشمانيا تتزايد بشكل كبير في المنطقة، وازدادت حدتها خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي دفعنا إلى إطلاق مبادرة لحث القائمين على الملف الطبي في منطقة نبع السلام إلى توفير العلاج المصابين”، وفقاً لموقع “العربي الجديد”.
وأضاف، “أن نسبة الإصابات كبيرة بين الأطفال وتتجاوز حاجز الـ 60%”.
وعن هدفهم من المبادرة، قال “المحمد”، “إن هدف المبادرة يتمثل بشراء الحقن المخصصة لعلاج المرض، والتي يقدر ثمن الحقنة الواحدة منها دولاراً أمريكي”، مشيراً، أن المصاب يحتاج إلى 5 حقن على الأقل.
وتابع “أن عدة جهات طبية ومجموعة من المنظمات الإنسانية وهيئات تتبع للحكومة المؤقتة والمجالس المحلية في المنطقة وبعض المستوصفات التركية، تعمل على توفير الأدوية اللازمة لعلاج الإصابات”، منوهاً، أن الإمكانيات المتوافرة محدودة ولا يمكنها تغطية احتياجات المنطقة، نظراً للتفشي السريع للمرض بين عامة الناس.
ولفت، “أن تفشي “ذبابة الرمل” أو ما يعرف بـ “حبة حلب” سريع جداً في ريف بلدة “سلوك” وجنوبي مدينة تل أبيض شمالي الرقة، ومجمل القرى التابعة لمدينة “رأس العين”، في وقت تشهد فيه تلك المنطقة قلة بعدد الكوادر الطبية وتدهور الوضع المعيشي، وهو ما يفاقم معاناة المواطنين هناك”.
من جانبه، أكد مصدر طبي من مدينة “رأس العين”، أن أسباب تفشي “اللشمانيا” تعود إلى الوضع البيئي المتدهور، نتيجةً لانتشار الخنادق التي قام عناصر من قوات سوريا الديمقراطية بحفرها قبل سيطرة الجيش الوطني على المنطقة، إضافةً إلى انعدام شبكات الصرف الصحي النظامية، ووجود مستنقع “المالحة”، بحسب موقع “العربي الجديد”.
وعزا المصدر أسباب التفشي السريع للمرض، إلى عدم وجود جهة تعمل على مكافحة “ذبابة الرمل” بشكل حقيقي، ويقتصر الأمر على بعض الجهود البسيطة لبعض المنظمات، كما وتعزا الأسباب إلى عدم وجود مختبر في تلك المناطق ونقص الكوادر الطبية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 17 ألف إصابة بمرض “اللشمانيا” في منطقة “نبع السلام” تتركز غالبيتها في المناطق الريفية.
وكان المجلس المحلي في مدينة “رأس العين”، قد افتتح في شهر شباط الماضي، عيادة طبية لعلاج مصابي “اللشمانيا” بعد تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات في المنطقة.
يتخوف المواطنين في منطقة “نبع السلام” من أزمة طبية تزداد خطورتها نتيجة للانتشار المتسارع للمرض وسط ظروف معيشية واقتصادية وبيئة صعبة يعانون منها.