صحفية هولندية: سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين إلى ديارهم
قالت الكاتبة الصحافية “فيرناندي فان تيتس” في مقال بصحيفة “هيت بارول” الهولندية، إن الاقتراح الوارد في الصفحة الـ 8 من برنامج انتخابات حزب “من أجل الحرية” لا يستحق الاهتمام، لأن فكرة عودة السوريين إلى ديارهم هي “وهم”، مؤكدة بأن “سوريا ليست آمنة”.
وتضيف الكاتبة الهولندية: “لقد اختبرت هذا بنفسي عندما عملت في الأمم المتحدة في دمشق خلال عامي 2018- 2019، وكانت قوات نظام الأسد قد سيطرت حينها على آخر المناطق المحيطة بالعاصمة”، مشيرة إلى أن تلك المناطق التي تمت استعادتها من قبل نظام الأسد والتي يحب بعض السياسيين الهولنديين الإشارة إليها على أنها آمنة، “ارتفع عدد الاعتقالات فيها بشكل كبير”.
وأشارت إلى أن “عدداً لا يحصى من السوريين اتصلوا بها بعد اعتقال أحبائهم عند حواجز التفتيش التابعة لنظام الأسد”، حيث “لم يعد ممكناً معرفة مصيرهم منذ ذلك الحين”.
وأكدت أنه “أكثر من 100 ألف معتقل سوري يختفون في سجون نظام الأسد ومن غير المعروف وجود مكانهم”.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يعتبران أن الوقت ليس مناسباً للعودة إلى سوريا”، خاصة في ظل تعرض السوريين لخطر الاعتقال والعنف، كما أن الخدمة العسكرية في سوريا إجبارية، إضافة إلى وجود تمييز من قبل نظام الأسد في منح الموافقات للعائدين للحصول على مساكنهم وأراضيهم وممتلكاتهم.
وأوضحت أن نظام الأسد لا يسمح للاجئين دائماً بالعودة إلى قراهم ومنازلهم حتى وإن كانت ما تزال موجودة، مؤكدة أن العائدين سيواجهون حياة “النازحين” في بلد يعاني من انقطاع الكهرباء ونقص في الخبز والبنزين وقلة في فرص العمل ومن دون آفاق مستقبلية وخوف من النظام.
ورأت أن “بشار الأسد”، “حريص على عودة اللاجئين، لأن ذلك سيشكل له اعترافاً دولياً بأنه تمكن من إخماد الانتفاضة في بلاده”، كما أن الشبان العائدين سيكونون مصدراً لقوات جديدة يضمها لجيشه الضعيف.
وبينت أن نظام الأسد يسعى للحصول على المال من خلال عودة اللاجئين، خاصة أن “قضية العودة لا تنفصل عن الدعم المالي لإعادة إعمار البلاد التي دمرها بنفسه”.
ولفتت إلى وجود 105 آلاف سوري في هولندا، 80% منهم يقولون إنهم يشعرون كأنهم في وطنهم، داعية إلى الاهتمام بذلك في صناديق الاقتراع بالشكل الصحيح.
وقدمت الحكومة الهولندية في وقت سابق العام الماضي، شكوى ضد نظام الأسد لانتهاكه معاهدة دولية لمناهضة التعذيب.
المصدر: وكالات