يقترب عيد الفطر لهذا العام رافعاً معه أسعار المواد جميعها يتقدمها الألبسة وسط أوضاع اقتصادية صعبة يعاني منها الشمال السوري المحرر، حيث انخفاض مستوى المعيشة وتردي دخل الفرد الذي يصل لأقل من ثلاثة دولارات أحياناً للشخص الواحد في اليوم للطبقات العمالية والبائعين الجوالين.
وتتسابق المحلات التجارية لرفع الأسعار لدرجة قد تسرق فرحة العيد لبعض شرائح المجتمع، وحيث تصل تكلفة إكساء ثياب العيد أكثر من 600 ليرة تركية (30 دولاراً) للطفل الواحد بالتزامن مع عدم تكافؤ المدخول المادي من المصروف.
التقت راديو فرش مع المواطن محمد (40 عاماً) في سوق الألبسة في مدينة ادلب حيث يقول: “عندي ستة أولاد وزوجتي حامل بالسابع، نزلت للسوق لشراء الألبسة تفاجأت بالأسعار، ولن أستطيع هذا العام تأمين مستلزمات العيد، وقررت أن اشتري لنصف أطفالي هذا العيد والنصف الآخر في العيد القادم”، ويضيف محمد: “في الماضي كانت الأسعار أفضل من الوقت الحالي كنا نشتري ثياباً لجميع أطفالنا، وكلما تقدمت السنوات ازدادت علينا الأسعار”.
التاجرُ سببٌ في غلاء الأسعار
قد لا يكون غلاء أسعار الألبسة سببه البائع في معظم الأحيان ولكن يتعداه للتاجر أو المستورد أو المحتكر، يعزو وليد شداد وهو صاحب محل للألبسة في مدينة ادلب في حديث لراديو فرش سبب غلاء أسعار الألبسة هذا العام لتجار الكبار كما وصفهم، حيث يقول: “التجار الكبار الموزعين للألبسة لم يدعوا هامش ربح للمواطن والبائع البسيط، الأمر الذي يسبب غلاء لا يتقبله صاحب الدكان ولا الزبون الذي يتهم صاحب الدكان برفع السعر”.
يفاقم هذا الغلاء من معاناة السوريين في الشمال في وقت حرج من السنة حيث الشتاء الذي أنهكت تكلفة التدفئة فيه المواطن والزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط.
ليس فقط الألبسة شهدت الارتفاع في الأسعار
لا يتوقف غلاء الأسعار مع اقتراب العيد على الألبسة بل يتعداه ليصل لسكاكر العيد والتي تعتبر من أولويات الشراء للمواطن في العيد، والخضروات شهدت أيضا ارتفاعاً في الأسعار ترافق مع ارتفاع الطلب على تلك المواد.
المواطن بسام العلي مواطن من ريف ادلب يقول لراديو فرش: “الأسعار مرتفعة جداً وأجرة العامل قليلة في الشمال السوري، مثلا البندورة ب 12 ليرة تركية والبازلاء ب 23 ليرة، والكوسا ب 25 ليرة، ويحتاج المواطن رب الأسرة ل 150 ليرة بأقل تقدير وأحياناً أكثر من مئتي ليرة لتأمين فقط الضروريات ناهيك عن الكماليات التي نسيناها”.
ويضيف بسام العلي في محض معاناته من الأسعار قائلاً: عائلتي ثمانية أفراد وأحتاج للكثيرة لكسوتهم، الأسعار مرتفعة بسبب قلة الرقابة، لو الرقابة موجودة لن نصل لهذا الارتفاع”.
ليس التجار والاحتكار السبب دائماً في غلاء الأسعار
من أهم مكونات طبق الطعام للأسرة الفقيرة هو الخضار التي سارعت للارتفاع مع اقتراب العيد، وفي حديث لراديو فرش مع أبو يحيى (صاحب محل للخضار في مدينة ادلب) وسؤاله عن سبب ارتفاع الأسعار يقول: “الخضار هذا العام سعرها مرتفع جداً ويقارب ثلاثة أضعاف السنة الماضية، أنا بائع خضار منذ خمسة وعشرين عاماً، تصلنا الخضروات من حارم وسلقين مغطاة، كثرتها تسبب رخصها وقلتها تسبب غلاءً في سعرها، ولا علاقة للتاجر بالسعر، والدولار هو السبب واختلاف سعر صرف الليرة التي كانت 700 ليرة للمئة دولار في الأسبق ووصلت الآن لألفي ليرة، الأمر التي يسبب ارتفاعاً في أسعار الخضار والفواكه المستوردة،
غدت فرحة العيد وقربها على المواطنين البسطاء في الشمالي السوري كفرحة باتت تُسعد الأطفال بارتداء الملابس الجميلة والفرحة مع الأهل والأصدقاء، إلا إن الغلاء الفاحش كاد يلتهم هذه الفرحة.
إعداد: محمود الرسلان