سقط الأسد وانتصرت سوريا
انتهى حكمُ آل الأسد في سوريا ، وتحقق حلم السوريين الذين انتظروه لسنين طويلة، ودفعوا في سبيله مئات آلاف الشهداء والمُعتقلين.
انتصرت الثورة السورية على الحكم المُستبدّ الذي بقي لأكثر من 40 عاماً جاثماً فوق صدور السوريين من الشمال إلى الجنوب ومن الساحل إلى دمشق.
ثلاثة عشر عاماً من التضحيات كانت كفيلةً لرسمِ وجه سوريا الجديد ، وجهٌ خالٍ من الظلم ، وجهٌ نقيٌّ كأطفال درعا الذين أطلقوا الشرارة الأولى في وجه الأسد الابن.
حاول بشار الأسد بشتى الوسائل الممكنة تشويه صورة الثورة والسوريين، واستجلب قوى الشرّ لقمع صوت الحق والحياة، إلّا أنه لم يكن يعلم أن أنّات الثكالى وآهات المعتقلين ستنتصر في نهاية المطاف وأنّها أقوى من المدافع والطائرات، وأنّ الأملّ سيطلعُ من بين الخراب الذي خلّفه في شوارع وحارات ومدن سوريا.
لم تكُن كرسيُّ بشار الأسد أمتن من إرادة السوريين، بل كانت أوهنَ من خيوط العنكبوت، الكرسيُّ التي حوّل لأجلها سوريا إلى ساحة حرب، ووطنٍ من المخيمات، والمُعتقلات.
لم يبقَ شبرٌ واحدٌ فوق الأراضي السورية المحرّرة إلا ومارس فيه الأسد وحلفاؤه هوايتهم في الإجرام، حتى ظنّ الأسد أنّ استكانة السوريين التي دامت لسنواتٍ في مخيمات النزوح على الحدود نصراً مؤزراً له ولميليشياته.
وعلى الرغم من أنّ موازين القوّة العسكرية كانت تميل لصالحه بسبب الدعم الدولي له، إلّا أنّ القوّة الحقيقة كانت تُعدُّ في الخيام، وفي المعسكرات، وأنّ الأطفال الذين هجّرتهم الطائرات والبارجات هم اليوم بناةُ سوريا ومحرّروها.
ولم يدرك رأس الإرهاب أن القوة الحقيقية لم تكن بالصواريخ، أو التحالفات أو استقطاب الميليشيات الطائفية عبر القارات، لم يدرك أن القوة تكمن في حق العودة، والتعطش للثأر ولم يعرف أن الأرض تلفظ من دنسها، وتبصق أذنابه، واليوم يعيش السوريون حلماً استمر خمسين عاماً، واليوم يعيشُ السوريون النصر.
واليوم يرتدي سهلُ حوران وجبل العرب عباءة الحريّة، ويثبتُ السوريون لقبر “أبي سليمان” في حمص أنّ أسيافهم لم تعد خشباً بل ذهب، ونهرُ بردى في دمشقَ يزدادُ عذوبةً وصفاء، اليوم تتزّين قلعةُ حلب لمُعانقة نواعيرَ حماة، ويفرشُ بحرُ اللاذقية وطرطوس رمله لتنام إدلبُ قريرة العين، وتقفُ باقي محافظات سوريا على بوابة التاريخ تَمنحُ العالم العزّ وتعلّمهُ الإباء.
كما حوّل بشار الأسد المدارس والملاعب والحدائق إلى معتقلاتٍ تُقصي الإنسان السوريَّ، وتقمعُ صوته، اليوم تنتصرُ سوريا لتتحولَ السجونَ إلى واحاتٍ خضراءَ تعجُّ بالحياة، والأقبيةُ بعدَ اليوم لن يبقى هُناك أقبية.
هُناك سوريا حرّة خضراء.
إعداد: فريق فرش أونلاين