ادعموا مشافي الشمال”.. حملة إعلامية لتسليط الضوء على واقع القطاع الصحي وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
تستكمل حملة “ادعموا مشافي الشمال” يومها الخامس على التوالي والتي تهدف إلى تسليط الضوء على واقع القطاع الصحي في منطقة شمال غربي سوريا بعد توقف 18 منشأة طبية عن العمل نتيجةً لتوقف الدعم عنها من قبل المنظمات الإنسانية.
وتقوم الحملة على نشر وسومٍ بعنوان “ادعموا مشافي الشمال” على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لحث المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للعمل من أجل إعادة دعم المشافي المتوقفة تفادياً لوقوع كارثة إنسانية “قد لا تحمد عقباها” في المناطق المحررة التي تضم ما يزيد عن أربعة ملايين ونصف المليون مدني أكثر من نصفهم من النازحين والمهجرين.
وقال الناشط عبيدة دندوش (أحد القائمين على الحملة) لفرش: ” إن حملة ادعموا مشافي الشمال تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة ملايين المدنيين في المناطق المحررة جراء توقف 18 مستشفى عن العمل نتيجة توقف الدعم عنها من قبل المنظمات الإنسانية الغير حكومية”.
وأضاف “دندوش”، أن الحملة تهدف إلى حث المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في الشأن الطبي والمجتمع الدولي إلى تسريع عودة الدعم لتلك المنشآت، محذراً في الوقت نفسه من حدوث أزمة إنسانية جديدة في المنطقة في حال استمرار تعليق الدعم عن تلك المنشآت.
واعتبر “دندوش” أن تداعيات توقف الدعم عن تلك المشافي في شمال غربي سوريا، ستنعكس على ملايين المدنيين لا سيما النازحين والمهجرين منهم في ظل عدم قدرة غالبيتهم على تحمل نفقات العلاج المرتفعة في المستشفيات الخاصة، وعجزهم عن تأمين الأدوية التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير.
من جانبه، حذر فريق منسقو استجابة سوريا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، من انعكاسات سلبية على المدنيين في شمال غربي سوريا، جراء توقف عدد من المشافي عن تقديم خدماتها الأمر الذي سيفاقم معاناة أكثر من أربعة ملايين مدني خصوصاً المرضى في منطقة تعاني من انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض والأوبئة وعدم توفر كميات كبيرة من المياه النظيفة واستمرار رذوح القطاع الصحي تحت تداعيات أزمة كورونا السابقة وارتفاع معدلات الفقر والتضخم المعيشي وتردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل وقلتها.
وطالب الفريق جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات الإنسانية في شمال غربي سوريا إلى ضرورة إعادة تفعيل الدعم لتلك المنشآت المتوقفة، محذراً من كارثة إنسانية في المنطقة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة ووجود ملايين المدنيين في منطقة جغرافية صغيرة.
وتعمل 18 منشأة طبية في شمال غربي سوريا بشكل تطوعي وبإمكانيات ضعيفة جداً جراء توقف الدعم عنها من قبل المنظمات الإنسانية الغير حكومية منذ قرابة الثلاثة أشهر، بحسب مديرية صحة إدلب.
وقال الطبيب عدنان دياب مدير إحدى المستشفيات في إدلب لفرش: ” إن المستشفى لا يزال يعمل بشكل تطوعي وبإمكانيات محدودة وضعيفة نتيجة لنقص التمويل اللازم لعمله بالطاقة الكاملة”.
وأضاف “دياب” أن استمرار توقف الدعم عن المستشفى سيؤدي في نهاية المطاف إلى إغلاقه نتيجة لعدم وجود كتلة مالية لتشغيله مما سينعكس على المواطنين الذين يتلقون الخدمة الطبية فيه.
وأشار “دياب”، أن المستشفى يحوي على جهاز لغسيل الكلى يخدم أعداد كبيرة من المرضى في مدينة إدلب وأريافها، محذراً من توقفه عن العمل في حال استمرار توقف الدعم عن المستشفى.
وقال محمد عموري ( مريض كلية ) يراجع المستشفى لفرش: ” تلقيت خبر توقف الدعم عن المستشفى الذي أعالج فيه وأنا بحاجة ماسة ومنتظمة إلى إجراء عملية غسل للكلى وإلا فأن حالتي ستتفاقم، كما وأحتاج إلى الأدوية اللازمة لأي مريض كلى”.
وأضاف، ” لا أملك القدرة المالية لإجراء عملية غسل الكلى في المستشفيات الخاصة، حتى أنني لا أستطيع شراء الأدوية لارتفاع سعرها”.
وناشد “عموري” المنظمات الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي إلى إعادة دعم المستشفيات في شمال غربي سوريا لأهميتها في إنقاذ الأرواح البشرية والحد من تكاليف العلاج المرتفعة على المدنيين لا سيما النازحين منهم.
وتتزايد التداعيات السلبية جراء توقف الدعم عن المستشفيات والمراكز الصحية في شمال غربي سوريا، على مستشفيات الأمراض النسائية والأطفال نتيجة لوجود عدد كبير من الأطفال في الحواضن المخصصة لهم بعد الولادة والتي قد ينعكس استمرار توقف الدعم عنها إلى حالات وفاة في صفوف الأطفال، بحسب القائمين على الحملة.
وتعزا أسباب توقف الدعم عن 18 مستشفى في شمال غربي سوريا، إلى انتهاء العقود الموقعة بين تلك المشافي والمنظمات الإنسانية الداعمة لها، بحسب ما أشار إليه مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب لفرش.
يشار أن حملة “ادعموا مشافي الشمال” انطلقت في الثاني عشر من يناير الحالي وهي مستمرة حتى إيصال معاناة ملايين المدنيين في منطقة شمال غربي سوريا جراء توقف عشرات المنشآت الطبية عن العمل جراء توقف الدعم عنها منذ أشهر ما ينذر بكارثة جديدة في منطقة يعيش أكثر من ثلث السكان تحت خط الفقر.
إعداد: حمزة العبد الله